مفتى بريمر يجيز أن تضرب المرأة زوجها

مفتى بريمر يجيز أن تضرب المرأة زوجها

لو قيل لى اليوم ما سمعته من الشيخ الجليل، عضو مجلس الشورى السعودي، لما صدقت أذنيّ، ولكنى رأيته رأى العين وسمع الأذن، وهو يجيب على سؤال المذيعة فى قناة فضائية، حول الجواز للمرأة أن تضرب زوجها، أو ترد على زوجها بالضرب، ولم أستغرب السؤال من قناة اشتهر مالكوها بترويج الرذيلة، وترويج الدعاية للاحتلال، وترويج الإعلان الأمريكى المدفوع الثمن مهما كان وضيعا وسافلا كمذيعيه والذين برعوا بالجهاد والتفانى فى حرب المقاومة فى العراق بكافة الأساليب وأكثرها نذالة وسفاهة، ولكنى ضحكت كثيرا لجواب الشيخ وتفنيده، معللا الأمر بالجواز دفعا للصائل، ومن المعروف شرعا أن الصائل فى الإسلام هو المعتدى بهدف قتل الإنسان أو أخذ ماله أو انتهاك عرضه، وفى هذا حديث شريف:

فقد روى مسلم وغيره أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطه مالك" قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله" قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد" قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هو فى النار".

ويختلف حكم دفع الصائل باختلاف ما يريد الاعتداء عليه، فإن كان يريد أخذ المال فدفعه جائز لا واجب، والمعتدى عليه مخير بين أن يدفع عن ماله، وبين أن يعطيه المال، وكذا فى الدفع عن النفس، وأما فى الدفع عن البضع "العرض" فقد قال كثير من العلماء بوجوب الدفع، بل قال النووي- رحمه الله- فى شرحه لصحيح مسلم: "وأما المدافعة عن الحريم فواجبة بلا خلاف".

والواضح من حديث سيد البشر أن المقصود بالصائل رجل أو فئة مجرمة كقطاع الطرق أو المحتل، أما أن يوصف الرجل الذى يأتى متأخرا عن وقته يضارب بالأسهم إلى البيت، مثلا، وغضب من زوجته التى وبخته لتأخره فى السهر على الأسهم التى وفرتها مساهة الأنظمة العربية فى اختراع وسائل جديدة لصرف الأمة وشبابها عن نصرة إخوانهم فى العراق وفلسطين وغيرهما، فقامت زوجته بضربه دفعا للصائل، ويا حبذا لو أمسكت عصا، وساعدها الأولاد فى ذلك، ونزلت عليه ضربا بالسوق والأعناق، وأتمت دفع الصيالة والصوالة برفعه فلقة محترمة كى لا يفكر فى عمره المديد كله لا بصولة ولا جولة.

وقلت فى نفسى أية أسرة مسلمة سعيدة تلك التى تكون فيها العلاقة بين الزوجين علاقة تآلف ومحبة، وشراكة واقتسام، وهل من المفروض أن تصل الأحكام والفتاوى إلى هذا المستوى من التقدم؟ وكأن المواطن المسكين لم يعد يكفيه ظلم الحكام العملاء له، فأرادوا أن يدمروا حياته مع زوجته فيجعلوها علاقة دفع صائل، وكأن النية فى الزواج هى دخول حرب، أم أن المواطن قد من الله عليه فرزقه بزوجة من الأجهزة الأمنية العربية المختصة بدفع الصائل العربي، والذى تتعاون كل الأجهزة الأمنية العربية فى تصويله وغربلته، هو وكل من ينتسب إليه من أب وأم وعم وخال وولد وحفيد، بدعوى اجتثاث الصائل من جذوره، مقابل أن تفتح الأمة للصائل الإعلامي، ونتعلم ديننا من خلال رقصة مبدعة، أو أغنية إباحية من مطربين اختصوا بالكشف عن وجع الأمة فغنوا للواوا والواوي، دعما للموآآآآومة التى تطلق فى العام رصاصة، ثم تستثمر هذه الرصاصة من كل تجار الدماء فى عالمنا العربى الذى يهتم بدفع الصائل.

وتذكرت فضائل هذا الشيخ الأمازونى على العراق والمقاومة العراقية، حين اعتبر الخروج على الحاكم بريمر خروجا عن طاعة ولى الامر، ولهذا فقد صنف هو والكثيرون من عبدة الاحتلال، المقاومة المجاهدة بأنهم مجاميع من الخوارج، وشبههم بالصائل ضد دولة العدل والرفاه بزعامة بريمر وأذنابه عبدة النار، فقلت حسنا وبناء على مبدإ القياس إذن فالرجل هنا صائل، فما حكم المرأة أيضا حين تخرج عن حكم الله مع زوجها، هل تصبح هى من الخوارج أيضا وتطلق من زوجها، أم أن لها الحق كبريمر فى أن يكون لها الأمر وللرجل طاعة السيدة "بريمرة"؟

وذكرنى هذا الشيخ الأمازونى بجارى السويدى المحترم والذى تتركه زوجته الحسناء كل مساء سبت، ينظف البيت بينما تقوم هى بالذهاب إلى الديسكو فترقص طوال الليل، ثم تعود ومعها لقيط التقطته من صالة الديسكو، لتكمل معه ليلتها ويكون عمل الزوج هو خدمة الضيف كى لا تنزعج زوجته وكى لا يكون لا سمح الله صائلا.

إن ما ذكرته يا فضيلة المستشار لا يدخل فى حكم العلاقة الكريمة بين الزوج والزوجة وخاصة هذه الزوجة التى رفعها الله إلى مرتبة أعلى بكثير من مراتب الرجال، ولك أن تترك مجتمع الأسهم والذى يحكمه قنون الخدم الهندى وتتفضل فتمر على تلك المرأة العراقية والفلسطينية لترى شموخ العروبة والإسلام فيها وفى نسلها الطيب المبارك والذى أذل أمريكا وأفقرها، هذا الشموخ المبنى على كل معانى ما خلصت إليه الفضائل والخصال والمستندة إلى علاقة الشراكة التى أمر الله بها فتتعلم من طهر أقدامهم معنى أن تبنى عائلة مسلمة لا تخاف إلا الله.

وذكرتنى فتاواك بأنك يا فضيلة المستشار تصلح أن تكون شيخا ومفتيا لهكذا أنواع من الزواج السعيد والمحترم فى السويد وما جاورها، وهى حياة ليس فيها صائل ولا حتى مصول ولا يعرف الابن مَن أبوه ولا يفرق الرجل بين أمه وزوجته.

بارك الله فيك اخي

مفتيين اخر زمن
ولكن علينا ان نعذرهم فلا نعلم حالهم
ربما كانت هناك ضغوط او غير ذلك
هدانا الله وإياكم والجميع

اعتقد يا اسامه ان كلامك صحيح بأنه كانت هناك ضغوط على هذا المفتى السعودى
لكى يفتى ويصرح بهذا القرار بس تعرف الضغوط دى من مين؟؟؟!!!
من زوجته طبعا حتى يكون يكون متاحا امامها ان تضربه فى اى وقت شاءت

‎

لا حول ولا قوة إلا بالله البلد باظت ياجدعان ربنا يهدي‎