العرب لا يبالون بحضارتهم

العرب لا يبالون بحضارتهم

كعادتها الأنظمة العربية دوما تتبع أو تهمل المناسبات التى تتطلب تواجد العرب ومساهمتهم الفاعلة، ومثال ذلك من باب الإشارة لا الحصر:

1- منذ أن شرعت الصهيونية فى الاستيلاء على أرض فلسطين اتخذت الأنظمة العربية موقفا برفض حضور المؤتمرات والاجتماعات التى يحضرها الإسرائيليون وبذلك أعطوهم الفرصة لتقديم أنفسهم على أنهم أصحاب حق، وأن العرب فى مجموع دولهم يحاصرون الاسرائيليين وبذلك نجحوا فى ميل الرأى العالمى لصالحهم وتم توظيف ذلك بشكل جيد وبقى العرب حتى فى الأمم المتحدة خارج الساحة واسرائيل ترتع وتمرح وتقول ما تريد وتلصق التهم والنعوت بالعرب ولا من يرد.

2- عندما تم عرض بيع محطة تلفزيونية بإسبانيا لم يبادر العرب فى شرائها أو شراء حصة بها رغم ما يملكونه من مال وعندها اشتراها الصهاينة فأصبحوا يتظلمون من موقفها المعادى للعرب وقضاياه.

3- عندما اتصلت السفارة الاسرائيلية بمدريد بعدما تم تأسيس العلاقة الدبلوماسية بين اسبانيا واسرائيل طلبت السفارة بإقامة أسبوع ثقافى بمدينة اشبيلية، جاء عميد مدينة اشبيلية مهرولا للسفراء العرب بمدريد وأفادهم بالطلب وقال لهم إن هذه المدينة عربية اسلامية وهو يفضل أن يقيم العرب أسبوعا ثقافيا قبل الأسبوع الاسرائيلى وهو بمقدوره تأجيل موعد الأسبوع الاسرائيلى لحين أن يتم انعقاد الأسبوع الثقافى العربى الاسلامي، ولكن لا حياة لمن تنادى رغم أن الأسبوع لا ترقى تكاليفه إلى ما يصرفه بعض المسؤولين العرب فى سهرة على غير طاعة الله.

4- أخيرا أقامت اسبانيا معرض غرناطة وخصصت جناحا لإبراز الحضارة العربية الاسلامية والتقدم العلمى الذى حققه العرب فى كافة الميادين، ولكن المخجل والمؤلم أن الإسبان يشكون من عدم مشاركة العرب فى هذا المعرض الهام من الجوانب التاريخية والحضارية والعلمية والثقافية، ولكن ماذا نقول إذا كانت الأنظمة العربية لا تملك الإمكانيات المادية ولا الإرادة الفاعلة والحرص؟!

هكذا صار حال العرب يهبون لإنقاذ فيلة فى حديقة لندن أو مساعدة مؤسسة مالية أو مصرف أوروبى أو أمريكى لإنقاذه من الإفلاس؛ أما تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم ومجدهم فلا يساوى لديهم حتى نفقات سهرة ليلة واحدة فى الحانات والمراقص على غير طاعة الله.