لديهم حلم ولدينا احلام

لديهم حلم ولدينا احلام

أخيرا تحقق حلم مارتن لوثر كينغ بعد حقبات من النضال المستمر من أجل الحقوق السياسية والمدنية لكل الامريكيين بدون استثناء، وتمكن رجل أسود ذو أصول أفريقية من اعتلاء سدة الحكم فى البيت الابيض.

حلم كينغ تحقق لأنه هناك من آمن بأحقية الجميع فى الحرية والديقراطية وأنها ليست حكرا على أشخاص معينين وان المطالبة بالحق والاستمرار فيها عادة ما تؤدى إلى نتيجة، نتيجة كان وقعها كالصدمة بالنسبة للعنصريين ودعاة الالوان والطوائف والاعراق .

باراك أوباما الذى وعد بالكثير فى حملته الانتخابية منها القطع مع سياسة بوش وتجاوز الازمة المالية وكل مخلفات الارث الثقيل الذى سيترك له ومعالجة قضايا البطالة والفقر والمعاناة التى يعيشها قطاع واسع من الشعب الامريكي، لن تكون الطريق أمامه مفروشة بالورود ولن يستعمل عصا سحرية ليخلص الامريكيين من تداعيات سياسة بوش من فوضى وصراعات وحروب مشتعلة فى عديد المناطق.

بل سيكون كما غيره "أمريكيا ابيض" فى التعامل خاصة مع الملفات العربية خاصة والدولية التى تحتم الابقاء على المصلحة الامريكية والنفوذ الامريكى على مستوى سياسى وثقافى واقتصادى .

ها قد تحقق حلم قطاع واسع من الامريكيين الملونين والافارقة ولكن السؤال الاهم بالنسبة لنا العرب هل ستتحقق أحلامنا او متى سنحققها؟ أم أن باراك سيتكفل بالمهمة؟.

أحلامنا كثيرة ومتشعبة ففى العراق نحلم بأن يعود الوطن لاهله وان يخرج الاحتلال بأى شكل من الاشكال وان يتصالح الشعب العراقى مع ذاته ويجعل من أولوياته إعادة بناء العراق الذى دمرته الدبابات الامريكية وآلة الحرب الهمجية، نحلم بعراق جديد وبوعى وطنى تهمه المصلحة الوطنية قبل المصالح الشخصية أو الحزبية وان يكون ولاؤه للوطن لا للطائفة أو المذهب .

وفى فلسطين نحلم بأن توقف إسرائيل مذبحتها ويتمكن الفلسطينيون من تجاوز خلافاتهم الداخلية ويتوحدون للدفاع عن برنامجهم الوطنى فالاقتتال الداخلى لا يمكن أن يؤدى الى نتيجة ولن يصنع حلم الدولة المرتقبة ولا حلم التحرير وعودة المهجرين وإطلاق المساجين والمحافظة على القدس برمزيتها التاريخية الاسلامية.

وفى لبنان نحلم بأن تقبر الطائفية دون رجعة وأن يرحل منظروها والمدافعون عنها والعاملون على تكريسها وبث سمومها فى المجتمع اللبنانى فلبنان قبل المذهب وقبل الطائفة وقبل الولاء للاجنبى الذى يتربص بلبنان ويكيد لها حتى تبقى بين أتون الفوضى تصحو على التفجيرات وتنام على الخراب.

أحلامنا كثيرة ولا يسع المجال لعدها فهل سيتمكن أوباما من تحقيقها وهل نعلق عليه الآمال كما علقناها على غيره من الرؤساء الذين دخلوا البيت الابيض وخرجوا منه دون ان يحققوا للعرب شيئا فقط مجرد وعود وبيع اوهام وها هو بوش يغادر وقد وعد الفلسطينيين بإنهاء الصراع وتحقيق المطالب ولكن لم نر أى شيء على ارض الواقع.

فماذا نفعل إذن هل ننتظر باراك عله يخالف أسلافه أم أن المسألة تتطلب حلولا أخرى وبرامج وتوجهات مغايرة .

الحقيقة بل الحقائق تقول أننا نملك جميع الوسائل والامكانيات لنعيد تشكيل الشخصية القادرة على التأثير والفعل والبناء فثرواتنا متعددة والتى بها يمكن أن تكون لنا أداة ضغط اقتصادية مهمة وقد أثبتت الازمة الاقتصادية الاخيرة أن العرب يملكون الكثير رغم خسارتهم مبالغ مالية كانت مودعة فى البنوك الامريكية وأثبتوا أنهم من المانحين الكبار الذين يوفرون سيولات مالية ضخمة.

وبإمكاننا فى ظل التكتلات الاقتصادية المتعددة التى تسعى الى ابتلاع العالم وإغراقه بالسلع، أن نخلق قطبا اقتصاديا موازيا للاقطاب الاخرى بل أقطاب اقتصادية: مثال القطب الاقتصادى لدول الخليج – القطب الاقتصادى المغاربي....

ذلك أن كل مقومات الاقتصاد موجودة لدينا: النفط والغاز... وهى لوحدها كافية لاعادة تشكيل رؤية الاخر لنا بل إعادة صياغة طبيعة المعادلات الاقتصادية. نحن العرب إذن نملك ما به نصنع مكانة مغايرة فى العالم كما الصين وكما كوريا وكما العديد من الدول الاسيوية السائرة فى طريق البناء والتحديث.

وعلى المراهنين على باراك ان يعيدوا النظر فى السياسة الامريكية والقرار الامريكى والاستراتجية الامريكية المتبعة منذ سنوات لكى يقفوا على حقيقة هامة مفادها ان المصالح الامريكية – الاسرائلية هى المعيار الذى يحرك السياسة الخارجية فلا باراك اوباما ولا غيره يمكن أن يتجاوزها وما تصريحات أوباما الاخيرة بخصوص الملف النووى الايرانى إلا دليل على ذلك.

وإن المعضلة لا تخص الرئيس الامريكى بل هى مسالة خاصة تهم العرب وحدهم وكيف يتصالحون مع واقعهم ويعيدون تشكيل ذواتهم ومصالحهم الآنية والمستقبلية والعمل على تجاوز كل الخلافات البينية. وان تحقق حلم كينغ فإن أحلامنا مازالت بعيدة المنال فى ظل الواقع العربى المأزوم.

جزاك الله خيرا
فعلا كلامك صحيح ربما يحدث بين العرب خلافات ولكن الا ترى ان الاخوه احيانا يتعاركون

ايوه يا عبدالرحمن الاخوه يتعاركون ولكن

لا يخطفون بعضهم كرهائن

لا يقتلون بعضهم