أعلي مراحل الاستعباط .....فهمى هويدى

مساء الأربعاء الماضي «19/11» أذاع التليفزيون المصري في نشرة أخبار القناة الأولي خبرًا عن تنديد الأمم المتحدة بتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب الحصار، مع تقرير حي تحدث فيه مراسل التليفزيون عن مظاهر الشلل ونتائج انقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود من القطاع، ولإثراء الموضوع فإن مذيعة النشرة أجرت اتصالاً هاتفيًا مرتبًا مع خبيرة بالموضوع مقيمة في لندن اسمها «دونا تيلا روفيرا».

سألتها عن رأيها في الحصار علي غزة، فقالت السيدة إنه جريمة ضد الإنسانية تنتهك مبادئ القانون الدولي الإنساني، لأن الحصار يوقع عقوبة جماعية علي مليون ونصف مليون فلسطيني، لا ذنب لهم ولا علاقة لأغلبيتهم الساحقة بالأسباب التي أدت إلي فرض الحصار، سألتها المذيعة عن كيفية ممارسة ضغط علي إسرائيل من قبل الأمم المتحدة لكي تسمح بفتح المعابر وتزويد القطاع باحتياجات سكانه من الأغذية والأدوية وغير ذلك من مستلزمات الحياة الإنسانية، فردت السيدة روفيرا بأن المشكلة تكمن في غياب الإرادة السياسية لدي الدول المعنية بالموضوع، ذلك أن تلك الدول لم تعبر عن درجة كافية من الحماس لرفع الحصار وفتح المعابر، وأشارت إلي مصر ودورها في إغلاق معبر رفح، ولكن المذيعة سارعت إلي القول بأن مصر فتحت المعبر لمرور بضع عشرات من المرضي «لحسن حظها فإن ذلك حدث فعلاً صباح يوم الأربعاء» عند هذا الحد انتهي الخبر وانتقلت المذيعة إلي أخبار أخري.

ما يثير الانتباه في المتابعة المصرية لما يجري في غزة، أن إعلامنا يمر بالحدث مرورًا عاديًا، وكأن الكارثة الحاصلة هناك واقعة في أمريكا اللاتينية أو أفريقيا جنوب الصحراء، ولا يمكن أن يفسر ذلك إلا بأنه من قبيل الاستعباط المتعمد، لأنني لا أتخيل أن يصل بنا العبط إلي الحد الذي يتحدث فيه الإعلاميون عن غزة دون أن يعلموا أنها علي مرمي البصر من مصر، ودون أن يدركوا أن الحصار المفروض علي القطاع ليس إسرائيليًا فقط، ولكنه إسرائيلي ومصري أيضًا.

في ذات الوقت لا نستطيع أن نتجاهل أن ثمة مباركة وتشجيعًا لاستمرار الحصار وإحكامه من جانب قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، التي اعتبرت أن معركتها الحقيقية لم تعد تحرير فلسطين ولكن تحرير قطاع غزة من سلطة حماس، بل إنها ذهبت إلي اعتبار حماس هي العدو الذي تصر علي مقاطعته وترفض الحوار معه، في حين أن الإسرائيليين صاروا في نظرها «أصدقاء» يستمر الوصال معهم طول الوقت، والاجتماع بهم مرحب به في كل وقت.

إذا أردنا أن نذهب إلي أبعد في المصارحة، فلابد أن نقرر أن السلطة الفلسطينية في رام الله لا تقف فقط موقف المبارك والمشجع، ولكنها تقوم أيضًا بدور المشارك والمحرض، وليس سرًا أن سلطة النقد في رام الله، عمدت خلال الشهر الأخير إلي وقف كل التحويلات المالية التي يقوم بها التجار في غزة لشراء مستلزمات المستشفيات بالقطاع، وفي الوقت الراهن فإن لجنة الإغاثة الإنسانية التابعة لاتحاد الأطباء العرب تواجه مشكلة في توصيل الأضاحي إلي المحاصرين بمناسبة العيد، خصوصًا بعدما أفتي الدكتور علي جمعة -مفتي مصر- بأنه بسبب ظروف الحصار فإن ذبح الأضاحي في غزة صار أولي منه في أي مكان آخر، وبمقتضي هذه الفتوي فإن لجنة الإغاثة التي قررت فتح الأبواب لتلقي قيمة الأضاحي في مصر، ثم إتمام عملية الذبح في القطاع، أصبحت تواجه مشكلة في ترتيب المعاملات المالية مع التجار هناك، إضافة إلي مشكلة توصيل لحوم الأضاحي إلي مستحقيها، بعد إرسالها من استراليا ونيوزلندا والهند، وهي البلاد التي تبين أن أسعار الأضاحي فيها أرخص من غيرها.

إننا لا نستطيع أن نستمر طويلاً في ممارسة الاستعباط، ناهيك عن أن ذلك السلوك لم يعد ينطلي علي كثيرين ممن أصبحوا علي وعي بأن كارثة غزة الحقيقية ليس مصدرها الاحتلال الإسرائيلي وحده، ولكنها تكمن أيضًا في الضلوع المصري وتآمر القيادة الفلسطينية في رام الله، وما لم يُحل هذان الإشكالان فإن مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل والضغط علي إسرائيل لرفع حصارها تصبح أعلي مراحل الاستعباط.

منقول جريدة الدستور http://dostor.org/ar/

ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
ماذا أقول
ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب
اقسم ظهر كل من كاد للإسلام والمسلمين
ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب
يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب
لا عظم الله أجر الأفاكين .... لا عظم الله اجر الكذابين
كم تبوءوا من الذلة مسكنا ومن العار محلا أرذلا
<center><iframe align="center" id="IW_frame_3104" src="http://www.islamway.com/?iw_s=outdoor&iw_a=outlessons&lesson_id=3104" frameborder="0" allowtransparency="1" scrolling="no" width="330" height="155"></iframe></center>