المحور الأخلاقى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومازلنا نتحدث عن أهم محور ألا وهو المحور الأخلاقي الذي علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالفعل المنهج الذي لم يكن معلوما ولا معروفا من قبل، وتكلمنا عن سريان الأخلاقية في كافة العبادات، وقلنا إنه لا يمكن أن تصلح عبادة بغير هذه الأخلاق، وخلي بالكم لو قلنا هذا لأصبحت العبادة عبارة عن جسم بلا روح، والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يعلمنا، من لم تنهه صلاته فلا صلاة له، ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يضع طعامه وشرابه، هذا دليل بين القيم الأخلاقية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأداء التعبدي، عشان نتعلم عشان نعرف، الحقيقة مهمة ثانية مهمة حياتية بحته هي المكسب والإنتاج والتجارة والحواديت الدنيوية، التي نسميها الاقتصاد والمال مأساة العصر، يا حبايبي اليوم في الزمن الرديء انتفت الأخلاقية من المعاملات الاقتصادية، لماذا؟ طبعا اسألوا حد غيري في هذا المجال، وفوجئنا بأنماط غريبة جدا من السلوكيات اللا أخلاقية، المهم في النهاية أن نحقق كسبا معينا، وبدأنا نرى أشياء غريبة تجارة سلاح تأخذ المرتبة الأولى والعياذ بالله، الأمور الحرام تأخذ المرتبة الثانية، وعلى مستوى العالم ماذا يحصل، يعني كنا نتعلم القيم وهذا حلال وهذا حرام، وحتى من أجل أن نعيش بطريقة هادئة وسليمة مطمئنة، لكن تخيلوا الذي يريد المكسب دم يضرب بريء لا حول له ولا قوة من أجل أن نصرف سلاح الهدف الحقيقي، نشر رزيلة ليس منع رزيلة، وظهرت حاجة اسمها العقل الأداتي، هذا العقل شيء غريب طبعا، يقول مثلا الكلام هذا على فكرة هما نفسهم قرأت من نقض رجل ينتقض هذا النظام يقولون العقل الأداتي يخترع مثلا سوط أو عصاية كهربائية مبسوط جدا بطريقة اختراعها وكيفيتها، لكن لا يعنيه إذا كانت هذه العصاة ستستعمل في هش الأغنام والأبقار ولا وسيلة من وسائل التعذيب مش هي دي ولا تعنيني القضية، لا يعنيني أن أضع في هذا المكان الرجل المناسب، حتى لو كان يستطيع أن يروج سلعة غير معروفة وغير مشروعة بصورة غير عادية طبعا أنا خجلانة أن أقول الذي سمعته، وطبعا ناهيكم عن مسابقات ملكات الجمال والحواديت دي كلها والنساء العاريات، كل هذا مقصود.. لا.. مقصود؟ كيف أضع الصورة على الغلاف بشكل معين علشان أخلي العين وهي بتشتغل وهو بيكمل شغله تتجه لحاجة تانية، وهكذا وظهرت الفيدوكليبات وظهر وظهر.. كل ده ليس في شريعتنا.
مع حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ربط الأخلاق بالقيم والمثل، إذا انتفت الله الغني عشان يا بني تتاجر تاجر في حلال، إياك والاتجار في حرام الذي يحدد الحلال والحرام، إيه الأمر معلل.. قدر الناس الذين تعطيهم يعني النهاردة في القرآن الكريم {ويسألونك عن الخمر والميسر كل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما} طبعا قيلت للتدرج لتحريم الخمر، لكن شوفوا يا حبايبي مقصدها ومحلها، إحنا لو كنا نتكلم بلغة الكسب والخسارة سيتحقق في الكتشينة أو أي حاجة بيلعبوها أو الاتجار بالمحرمات، سيحقق مكاسب لكن لأ.. أنا أحقق قيمة أفضل من مكسب، وعشان كده قالنا حضرة الحبيب صلى الله عليه وسلم الاحتكار خطأ، مفيش حاجة اسمها احتكار سلعة علشان أنزلها في السوق بعد كده، لا يجوز مينفعش ألعب بأقوات الناس.
يا حبايبي مينفعش ألعب بالفقراء، مينفعش أن يكون الموجود على السفرة قوت الغلابة ربنا لا يبارك ولا يرضى عني، لازم أتحرى الحلال، التاجر لازم يبين سلعته إن كان فيها مضروبة إن كانت معيبة إذا كانت مدلسة.. مش زي العالم النهاردة اللي عاوز يبيع عربية يقوم يدهنها وموضبها، وده تزييف وهذا حرام حرام.
حضرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته الحاسمة، يقول: من غشنا فليس منا، وحتى إنفاقك مش على مزاجك، أنت لك حدود في هذا الإنفاق، إياك أن توسع دائرة الإنفاق وتحرم غيرك، وحديث عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا: لن تزولا قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه عن ماله فيما اكتسبه وفيما أنفقه..