كيفية إنارة الأماكن بهدي القرآن

كيفية إنارة الأماكن بهدي القرآن
====================

يبين هذا الموضوع كيفية معرفة الطريقة المثلى لإنارة أي مكان عن طريق التعلم من علم الله في القرآن الكريم، و تعني الطريقة المثلى هنا استخدام أقل كمية من الطاقة لتحقيق الإنارة. فالمثال المطروح هنا هو أنه إذا أردنا أن ننير مكان معين باستخدام مصابيح كهربائية كما هو مبين في صورة (1).

صورة (1): مكان بحاجة لإنارة باستخدام مصابيح كهربائية.
فالسؤال هو عن كيفية إنارة هذا المكان باستخدام أقل كمية من الطاقة و هذا يعني تغطية أكبر مساحة بأقل عدد من المصابيح، فطريقة غالبية الناس الآن هي أسلوب التجربة و الخطأ و الذي يعني بأن يتم تجربة أنماط توزيع مختلفة و من ثم يتم الحكم على كفاءتها و يعاد هذا الأمر مرارا و تكرارا و الذي يضيع الوقت و الجهد للوصول إلى أفضل كفاءة لنظام هندسي معين.

سأبين فيما يلي الطريقة التي يعلمنا إياها الله عز و جل عن طريق التفكر في القرآن الكريم لمعرفة أي علم يريد معرفته الإنسان تصديقا لقول الحق في أنه لم يترك أي علم خارج القرآن (مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ) كما في سورة الأنعام – آية (3: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)، فمعرفة الشيء الأفضل من أول مرة يعني بأن يصبح المؤمن هو المعلم للآخرين و الذي يظهر معجزة القرآن للناس لتكون كلمة الله هي العليا.

معرفة أفضل طريقة للإنارة بهدي القرآن:

لمعرفة الطريقة لإنارة مكان ما بأقل كمية من الطاقة ما علينا إلا أن نتفكر في آيات القرآن الكريم فإذا تفكرنا في آية (30) من سورة الأنبياء: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، نجد بأن الله عز و جل يخبرنا بأنه جعل من الماء كل شيء حي و هذا يعني بأن المولى خلق كل خلقه بذات خلقه للماء، فإذا تفكرنا في خلق الله للماء نجد بأن ذرات الماء مرتبه بشكل سداسي كما هو مبيّن في صورة (2).

صورة (2): ترتيب ذرات الماء على هيئة شكل سداسي.

و بما أن الله عز و جل خلق كل خلقه بذات تصميم الماء فإننا نجد بأن كل شيء في هذا الخلق من مادة و طاقة هو مبني على أساس الشكل السداسي للماء المبين في صورة (2)، كما هو واضح من خلق الله لخلايا بيوت النحل كما هو مبيّن في صورة (3) و خلق الله عز و جل للضوء بحيث أن الوحدات الأساسية للضوء رتّبها الله بترتيب سداسي كما هو واضح في صورة (4).


صورة (3): خلق الله للمادة على أساس الشكل السداسي للماء.


صورة (4): خلق الله للطاقة على أساس الشكل السداسي للماء (ترتيب الوحدات الأساسية للضوء).

فإذا تفكرنا في صورة (4) نجد بأن الله عز و جل يعلمنا بأن أفضل ترتيب للوحدات المشعة للطاقة هو الترتيب على هيئة شكل سداسي و هذا ينطبق على المصابيح المستخدمة لإنارة أي مكان، فالذي سأقوم به فيما يلي هو مقارنة ترتيب المصابيح بشكل سداسي لإنارة مكان معين مع ترتيبها بترتيب اعتاد الناس عليه و هو الترتيب على هيئة مربعات.

ترتيب المصابيح على هيئة شكل سداسي:

الترتيب الذي اعتاد عليه الناس الآن هو وضع المصابيح لإنارة مكان معين بترتيب رباعي كالذي هو مبيّن في صورة (5).



صورة (5): ترتيب المصابيح على هيئة مربعات و الذي يتميز بوجود مساحات كبيرة ذات إضاءة قليلة.

نلاحظ من الترتيب المبيّن في صورة (5) وجود مساحات كبيرة ذات إضاءة قليلة و هذا شيء غير جيد لإنارة أي مكان. فإذا قارنا هذا الترتيب مع ترتيب هذه المصابيح على هيئة مثلث متساوي الإضلاع و الذي هو أساس الشكل السداسي نجد بأن هذا الترتيب يتميز بأن الأماكن التي لها إضاءة قليلة هي ذات مساحات قليلة مقارنة بترتيب المصابيح على هيئة مربعات كما هو مبيّن في صورة (6).

صورة (6): ترتيب المصابيح على هيئة مثلثات متساوية الإضلاع و الذي يتميز بوجود مساحات صغيرة ذات إضاءة قليلة.

فهذا يبيّن تفوّق الترتيب السداسي للمصابيح لإنارة مكان معين و إذا درسنا هذا التصميم أكثر و أكثر نجد بأن المساحة التي يغطيها الشكل السداسي هي أكبر من المساحة الناتجة من أي ترتيب آخر لهذه المصابيح، فإذا رتّبنا سبعة مصابيح على سبيل المثال بترتيب سداسي مع العلم بأن كل مصباح يستطيع أن ينير دائرة قطرها 40 مترا فإننا نجد بأن المساحة المضاءة تبلغ حوالي 13200 متر مربع كما هو مبيّن في صورة (7).




صورة (7): ترتيب سبعة مصابيح بترتيب سداسي يوّلد إنارة لمساحة تساوي حوالي 13200 مترا مربعا.

أمّا إذا رتبنا السبع مصابيح بالترتيب الشائع بين الناس و هو الترتيب على هيئة مربعات نجد بأن المساحة التي يغطيها هذا التوزيع تبلغ حوالي 11200 متر مربع كما هو واضح في صورة (.


صورة (: ترتيب سبعة مصابيح بترتيب رباعي يوّلد إنارة لمساحة تساوي حوالي 11200 مترا مربعا.

فبمقارنة هاذين التصميمين نجد بأن الترتيب الذي يعلمنا إياه الله عز و جل (أي الترتيب على هيئة شكل سداسي) يؤدي إلى زيادة تبلغ حوالي 20 بالمائة في المساحة المنارة باستخدام نفس العدد من المصابيح مع تقليل المساحات ذات الإضاءة القليلة كما هو مبيّن في صورة (9) و هذا يقلل الطاقة اللازمة لإنارة أي مكان.



صورة (9): زيادة 20 بالمائة في المساحة المنارة في حالة الترتيب السداسي للمصابيح.

فنلاحظ إخواني و أخواتي كيف أن الله عز و جل يعلم الإنسان الذي يعتصم بالقرآن علم كل شيء و لكن لهجر غالبية المسلمين لكتاب الله و عدم تفكرهم فيه فإنهم يجدوا أنفسهم في الحالة الصعبة التي هم فيها. فأرجوا إخواني و أخواتي أن تقوموا بتطبيق الذي تعلمتموه في هذه المقالة عمليا عن طريق تطبيق هذه الفكرة في مشروع ما و يمكن أن يكون مشروع تخرج لطلبة في الجامعة.
===================================