الحبّ الضائع.....من القلب

الحبّ الضائع

كم كانت سعادتي تتجدّد قبيل غروب شمس جديدة، حيث يأتي نبأ ميلاد يوم رائع من أيام الحب الخوالي، وأنا ألمح عينيها الصافيتين نقاء وألما وأملا. كنت حين أراها أحسّ بحنانها الدافئ طوال ليالي الشتاء لأعتصر أسى المغيب، ولظى الليالي ... وعبر وجنتينا أضحى الناس يقرأون رواية ميلاد حب جديد، رواية حب رائع طالما عشته معها في يوم لا ونيس فيه ولا أنيس، وأنا أحمل بين أضلعي الحماس والأمل لغد مشرق قريب، برهة من الزمن ارتعنا بين أسابيعها وأشهرها، تمضي الأيام ولا نشعر بها، لذتها كانت من النوع الخاص، هي كانت أساس الوفاء وسراجي المضيء الذي ينير دربي، عشنا الليالي والأيام تلو الليالي مبتهجين بنصيبنا، قانعين برزقنا من لذة حياة نتصوّر أن نهنأ بها في لحظة عمر يسري عبيرها حتى يومنا هذا، في لحظة حب تكللت بودّ يقدّر كلمة حب أيّما تقدير. مرّت بحياتنا عديد المتاعب، كنا لها بالمرصاد، وقفنا وقفة حازمة حيال كل منغص لآمالنا وطموحاتنا، ومعنوياتنا تعلو كبريق يرفرف فوق قلعة من قلاع بنيت على أساس الهمة والمحبة والتضحيات.

كانت تعي كل همومي وآلامي فتأخذها مأخذ جدّ وتنزف دمعة ألم عليها. نتجاذب أطراف الحديث بين بحر الحب حيث قصة الغوص، الذي بات حصنا منيعا وسدا قويّا لكل ما تتقاذفه رياح الخماسين، وكل ما يتلاطمه بحر العرب وخليجه مدّا وجزرا. وبدا ذلك علينا في تقاسيم وجوهنا التي رسمت خارطة العناء والشقاء على تباريح وجهي المنهك.

حصار الحياة يتعاون مع حصار السنين التي ألمّت بحالي .. واندهش الصبر من صبري عليه لأنه يعلم أنّني لن أقف عاجزا مكتوف اليدين، لأنني أحمل بين جنباتي وطياتي قلبا عاشقا، له من الصّمود ما يزحزح الحجر، وله من العزيمة ما ينقل الجبل من مكانه.

واليوم، كلّما يتحقق حلم كان بالأمس شدوا وطربا لعصفورين جميلين أقف بكل ودّ وحب واحترام لهما إجلالا على أن قطعا على نفسيهما عهدا فأتماه ليسكنا في عش لن يجدا أروع وادفأ منه في الحياة، لأقف عليهما بكل شموخ وكبرياء والدموع تترقرق من وجنتي تحنّ لأيام كانت واقعا وأصبحت اليوم ضربا من الذكريات وإطلالة من الأحلام، خصوصا عندما تتراءى لي خلجات فيها الضاحكة ونسمات عطرها الوافرة ووداعة لطفها المعهودة بين سحر البحر وعذوبة أمواجه عندها يمزقني حنين إليها، فأتضرم شوقا لرؤيتها وأخال أنني أسير حب لا تقله أرض ولا سماء ولا تحده جهات ولا فضاء .... فتحول بيني وبين البحر دموع فرح تختلط بدموع حزن أنزفها إجلالا لذكراها في قلبي .. ليتها تأتي لتخفف وطأة الزمن ومأساة لا أرى لها مخرجا.

وعندما تتساقط حبات المطر وتستحم منازلنا بسيل السماء العرم وتخلع قريتي أثوابها الحاملة لغبار خطايانا وتغتسل بدموع السماء , أظلّ أفتش عنها والشمس تختفي تدريجيا بين زيزفون السحاب, ويغيب النهار الذي أصبح حالكا بمغيبها، ويأتي ليل حقيقي يحتضنني بين جوانحه المخيفة، وترن في أذني صوتها الكامن بين ثنايا الوقت، ويبقى صداه مترددا حول مسمعي فأجيبها عودي فلن أبرح حتى تأتيني أو أكون من الهالكين...!!

لقد أضعت شطر قلبي الآخر، فهل سأجده في قاع البحار حيث المحار والصيادون يغوصون..!!؟ أم بين النجوم معلق ينتظر بسمة أمل حانية..!!؟ أم في مكان ما من هذا الوجود..!!؟ لقد سلبت مني شيئا عظيما، وضعته أمانة لك، وصنته بكل جوارحي وما ملكت يدي، ليتك تأتي لتعيدي شطر قلبي الآخر إلى مكانه.

وعندما أحنّ إلى صوتك اتجه إلى مزرعتي مستيقظا كالبطل والبراءة تحتضنني، حيث زقزقة العصافير في الصباح الدافئ وهي تغرد بكل عزم وهمة ونشاط،، وكأن حنانك جاثم لا زال يحيط بي، وكأنّ الأمل مشرق يظللني بل ينتظرني. هكذا كنت أحسب نفسي فصرت إلى ما صرت إليه، تركتني ورحلت إلى محيط آخر، مما أدّى إلى أن ضاقت بي أسوار قريتي وأصبحت سمائي ضيّقة وأرضي كقبري، فأتمنى الهروب فليتك تأتي لينتهي كل هذا .

ليتك تأتي لتعيدي أمجادنا التّليدة وأيامنا الذّهبية، التي صغناها بلسم من الذهب وقلدناها وسام المحبة والإخلاص.

هيا، هلمّ! عودي، وارجعي كما كنت، لأجد في نفسي بصيصا من الأمل ينير حياتي .. ليتكِ تأتي حيث أحمل حقيبتي وبها مقلمتي التي صنعتها بنفسي ولا أحمل سوى شطرة خبز في جيبي أفطر بها، عودي لتعيد أيامي وحقائبي وهنائي وسعادتي ليتك تأتي!

وعندما تنام عيون الناس، تظل عيني ترقبك، فأتذكر دموع الفراق، وأرى جأش البكاء، أتذكرك فليس لي اليوم سوى أن أتذكّر تلك الأيام الخوالي ما كان منها وما بقي خالدا.. فليتك تأتي! فكم أتوق إلى رؤيتك ولو كان ذلك في الأحلام.

إنّ أروع ما يبقى في ذاكرة الإنسان هو الحب والحب ولا شيء غير الحب لأنه نبع المشاعر وصدق العواطف، عار شفاف لا غبار عليه، يرسم بين الضلوع صورة الحبيب، لا يمحوها الزمن، ويخط على القلب كلمات لا يمكن أن يعي معناها إلا من عرف الحب، وعايش معاناته وتلذذ لوعة الفراق، رغم الألم والحزن ورغم قسوة الزمن ، ورب ضارة نافعة لقد اخترتِ الفراق وفضلتِ صعود السلم ربما لأنك كنت تدركين أن من أحببتِ لا يريد صعود الجبال ولكن إدراكك خانك هذه المرة وها أنا أصنع من الحياة قصة النجاح وأصارع الأمواج المتلاطمة بصلابة الرجال المؤمنين الصابرين ليكون الحب مصدر القوة والصلابة والإرادة عوض الفشل والدموع والأحزان وأصنع من حبال القلب نسيج النجاح وأنسج من بقايا الجراح خيوط الأمل لأن من لا يستطيع النهوض بعد السقوط تدوسه الأقدام ومن يستسلم للظروف والأقدار فقد يتحول إلى رهينة لها تسلبه وعيه وإدراكه وتشل إرادته وأنا قد اخترت أن أكون صانع للحياة لا مستسلما لها، وأكيد أنك حينما تدركين كيف استطعت أن أصوغ من الضعف قوة ومن الحب النجاح ستعلمين كم كنت ظالمة وأي جرم ارتكبتيه في حق من أحب بصدق وآمن بأن الحب نبراس الحياة .

إنّ قصّتي معك بعيدة عن إبداع الخيال، والمرء يحبّ مرّة لا ثانيّة لها، أنا حرّ وسأبقى حرّا، والحرّ ينجز ما به يعد، وإن كان ذلك مرّا. حيّاك الله أينما كنت، سألبس الصّبر وأتجلّد على خطوب الدّهر. هذا قدري ولك منّي جزيل الشّكر!

سلمت يداك
مشكور اخي

إنّ أروع ما يبقى في ذاكرة الإنسان هو الحب والحب ولا شيء غير الحب لأنه نبع المشاعر وصدق العواطف،

شكرا لمشاركتك الجميله

موضوع جميل
له معنى جمييييييييييييل
Like a Star @ heaven

الحمد لله ان الموضوع عجبك يا اسامه
انا قلت اول ماتقرأه هتحذفه
بس روحك الجميله وصدرك الرحب يتقبل اى موضوع