الفلسطينيون ليسوا بشراً في العيون الاسرائيلية

الفلسطينيون ليسوا بشراً في العيون الاسرائيلية

تخيلوا أي صرخة كانت ستثور في العالم، وفي اسرائيل أيضا، لو قرأنا خبرا عن ان الجيش الصيني يجري تدريبات حية مع الكلاب علي سكان التبت لفحص مدي جاهزية الكلاب لمهامها. وحسب التقرير، الذي لم يُنفَ، يدخل الصينيون الي سيارات سكان التبت مخازن رصاص بندقية، ويطلقون الكلاب لايجادها. كل هذا جري في حواجز الطرق التي تنغص حياة السكان، كلما رغبوا في التحرك من قرية الي قرية.

اللجنة من اجل سكان التبت كانت ستقف فورا وهي تحمل يافطات احتجاج في احدي المفترقات المركزية للمدينة الكبري، ومراسلو الراديو والتلفزيون كانوا سيهرعون لينددوا بشدة بالحكم الصيني، الذي ينكل بسكان التبت ويخرق حقوق الانسان الاولية لهم. آخرون كانوا سيدعون الي مقاطعة الالعاب الاولمبية في دولة تتصرف هكذا مع المواطنين، والكل معا كانوا سيعجبون كيف يمكن تجاهل مثل هذا العمل الخطير.

يتبين أنه يمكن التجاهل، بل وبسهولة. ولا ينبغي للمرء الا أن يغير اسماء اللاعبين الرئيسين، وعلي الفور يصبح الموضوع حدثا جافا، منكرا في افضل الاحوال، مبررا في أدني الاحوال. وبدلا من الصين يجب أن نكتب اسرائيل، وبدلا من التبتيين، الفلسطينيين، وعلي الفور يفقد الجميع الاهتمام. فنحن شعب مميز حقا، مفعم بالقيم كحبة الرمان، وذلك فقط عندما يدور الحديث عن الدول الاخري، التي تخرق بمنهاجية وبفظاظة حقوق الانسان.

هذه هي صيغة الخبر الذي صدر يوم الاثنين من هذا الاسبوع في صحيفة معاريف : مسؤولات الكلاب في وحدة (عوكتس) في الجيش الاسرائيلي يدربن الكلاب في الحواجز ويحدثن اهانة لا داعي لها. والناطق بلسان الجيش الاسرائيلي يرد: التدريبات حيوية للحفاظ علي الجاهزية .

ليحاول كل واحد منا أن يتصور نفسه يسافر مع عائلته لزيارة اقربائه وخزان سيارته مليء بالطعام والهدايا. وعند الوصول الي الحاجز، تأمر مجندة ابنة 19 كل المسافرين بالخروج من السيارة، تطلق احد الكلاب، ويسارع هذا الي الخزان، ويمتشق من هناك مخزن رصاص بندقية، وضع في حاجز سابق من قبل مجندة اخري. هل يوجد اسرائيلي مستعد لان يجتاز مثل هذه الاهانة، ولو مرة واحدة في الحياة، فما بالك عن ان تكون اجراء اعتياديا جدا، يمكن أن يحصل في حياة العائلة الفلسطينية في الضفة المرة تلو الاخري؟

غير أنه عبر العيون الاسرائيلية، التي لم تعد منذ 41 سنة تري في الفلسطينيين بني بشر جديرين بمعاملة أولية من الاحترام، فان هذه القصة هي واحدة اخري من الاف القصص التي سمعوها عن حياة الفلسطينيين، ولمن توجد القوة لهذا الامر، فماذا تريدون منا؟ فهم جميعهم مخربون محتملون. وبالطبع، لا يمكن التجاهل التام لهذه الحجة. حسنا، فماذا تريدين؟ حسنا يفعلون ما يفعلون، وينبغي حتي تشديد التفتيشات. وليس هي فقط. فتحت تهديد العمليات ايضا، نحن ملزمون ان نحافظ علي الطابع الانساني. لنا ولهم. وليس فقط بسبب الكليشيه، الصحيح جدا، في أن كل غالى كهذا، يقفز الي السيارة، يدوس الطعام ويدنس القرآن، يخلق الانتحاري التالي، بل ايضا لان الثمن الباهظ الذي ندفعه علي ذلك بفائدة مضاعفة بالذات داخل حدود اسرائيل.

عندما يطلق جنود غالىا نحو زوج عجوزين ابني اكثر من 80 سنة داخل منزلهما، وهذا يمزق قطعا من لحمهما الحي، بينما يقف الجنود ينظرون، مثلما روي هذا الاسبوع في برنامج مباط شني في القناة الاولي، لا ينبغي أن نفاجأ من ان العنف عندنا ضد العجائز يصل الي حجوم مخيفة. عندما تداس كرامة المواطنين، الاغلبية الساحقة منهم ابرياء من كل ذنب، دوسا شديدا، فلا يمكن ان نتوقع لكرامة المواطنين الاسرائيليين أن تحترم. عندما تفقد دولة ما القيم الاساسية لكرامة الانسان فانها تفقدها ايضا عندما يدور الحديث عن كرامة مواطنيها.

لا تستغرب من اليهود
اليهود بيعملوا شو مكان
احنا يوم الاجتياح الاخير
لمنطقتنا كانوا اليهود معهم كلاب
اول مرة اشوفها لونها اسود
وحجمها كبير يمكن طول الغالى
مثل طول الانسان لا ستغرب
واي حركة غريبة بيطلقو الغالى علي الواحد
حتي لو كان طفل
بارك الله فيك اخي

لا اعرف ماذا اقول وماذا يمكننا ان نفعل ونحن مكتوفين الايدى مخرسين الالسنه

اسأل الله لكم النصر والعزه يا اهل غزه وكل فلسطين