نبذة عن بنية الذرة

تطوير مفهوم بنية الذرة
إن تركيب المادة ووحدة بنائها لم يكن معروفا , بل مجرد فرضيات عديدة تختلف من عالم إلى آخر أو من باحث إلى آخر , وحسبما يراه من خلال تجارب بسيطة أو استنتاجات رياضية أحيانا وفلسفية أحيانا أخرى , حتى جاءت "نظرية دالتن" الذرية في العام 1808 م .
لقد بيَّن دالتن في نظريته أن وحدة بناء المادة هي الذرة وهي أصغر دقيقة من المادة لا يمكن تجزئتها . كذلك إن ذرات العنصر الواحد متشابهة بينما ذرات العناصر المختلفة تكون مختلفة هي أيضا , وإن ذرات العنصر تتحد فيما بينها لتكوين جزيئاته بينما تتحد ذرات عناصر مختلفة فيما بينها مكونة جزيئات مادة جديدة وهي تسمى بالمركب في وقتنا الراهن .
إن ذلك المسار التاريخي لفهم الذرة وجد انعطافا كبيرا عند اكتشاف الإلكترون من قبل العالم تومسن Thompson عام 1890 م . إن عملية اكتشاف الإلكترون لم تكن منقطعة عما سبقها من معلومات , فقد تمت الإستفادة من الكثير من الفرضيات والنظريات التي ناقشت الطاقة التي تشعها المواد .
فمثلا , جاءت نظرية نيوتن Newton في القرن الثامن عشر والتي اعتبرت الضوء جسيمات أو دقائق صغيرة , وقد ظل هذا الإعتقاد سائدا قرابة قرن من الزمن علما بأنه وخلال تلك الحقبة قد أجريت تجارب تؤيد صحة الطبيعة الموجية للضوء وذلك من قبل العالم توماس يونج Thomas Young .
ثم توالت الإكتشافات فاستطاع رونتجن Roentgen اكتشاف أشعة إكس X-ray عام 1895 م , ثم اكتشفت ظاهرة النشاط الإشعاعي Radio Active من قبل العالم هنري بيكريل , ومن ثم جاء دور العالم تومسن في اكتشافه للإلكترون , وذلك بابتكاره أنبوبة أشعة المهبط Cathode tube .
ومن دراسة العالم بيكريل للعلاقة بين الإشعاع وبنية الذرة استمد العالم رذرفورد نموذج لتركيب الذرة , ومن ثم توصل العالم بور إلى نظريته المتعلقة بوضع نموذج جديد لبنية الذرة وهو النموذج المعروف حتى يومنا هذا رغم ما يشوبه من عيوب أدت إلى انبثاق نظريات جديدة كانت تفسيرية أكثر منها إستكشافي