كيف كان هدى نساء السلف فى الخروج

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله قدم من شاء بفضله واخر من شاء بعدله

الاهى ابتليتنا فما وجدتنا صابرين وانعمة علينا فما وجدتنا شاكرين

فلا انت زدت البلاء بقلت صبرنا ولا انت رفعت النعماء بقلة شكرنا فلك الحمد لله كله ولك الشكر كله واليك يرجع الامر كله

واشهد ان محمد رسول الله شهادة مخلص فى نيته غير مرتاب شهادة من لا غنى طرفة عين عن اتباع سنته فألهم يسر يا كريم امين

وبعد

بين يديك يا اخى القارئ ويا اختى نموزج مصغر من سير بعض السلف من النساء فى كيف كان ايلاجهن وخروجهن

فاسوق لك يا محب هدى السلف الصالح فى الخروج وكيف كان فهمهم للأيات الكريمات

فأقول وبالله التوفيق

ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها.

وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك ؟ فقالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي.

قال الراوي:

فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها.

رضوان الله عليها

وأنظر الى هدى نساء ليس منا ببعيد هنا نساء افضل بقاع الارض بعد الحرمين وهى فلسطين وكيف يقول الامام ابن العربى فيهن فلك السياق

قال ابن العربي: لقد دخلت نيفا على ألف قرية فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس، التي رمي بها الخليل صلى الله عليه وسلم النار، فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الاخرى.

وقد رأيت بالمسجد الاقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه.

وهذا سبب بكاء امنا عائشه فلك الكلام

قال ابن عطية: بكاء عائشة رضي الله عنها إنما كان بسبب سفرها أيام الجمل، وحينئذ قال لها عمار: إن الله قد أمرك أن تقري في بيتك.

واقرأ معى كلام النبى صلى الله عليه وسلم

قال صلى الله عليه و سلم :

( حسن ) ( صلاة إحداكن في مخدعها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في دارها وصلاتها في دارها أفضل من صلاتها في مسجد قومها وصلاتها في مسجد قومها أفضل من صلاتها معي ) . وهذا كله لما في ذلك من الاستتار والاحتجاب

والناظر الى هذه الاخبار الصحاح بعين الحق والسمع والطاعه والمحبه يرا ان الخير فى المكوث فى البيت بعيدا عن حل او حرمه او نحو هذا من تأصيل علمى اوصولى

بل والقرأن قد حكى حكاية موسى عليه الصلاه والسلام مع بنتى شعيب الصالح وهو من اهل مدين وليس هو النبى

فكان النص كما هو معلوم(قال ما خطبكما) والذى يظهر من هذا انه صلى الله عليه وسلم استنكر خروجها وكان النص منهما كألتى(قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير)وكأنهما يقولا هو اعتذار منهما ولسان حالهما لا تسئ بنا الظن فسبب خروجنا كبر ابانا لا قلت حيائنا

فنحن لا نخرج الا لحجتنا التى لا تقضى الا بنا ولا نملك من الامر شئ اذ ان ابانا شيخ كبير والله اعلم

ولا تنسا ايضا قوله تعالى (لا نسقى حتى يصدر الرعاء) يعنى هم ما زاحمو الرجال انما هم انتظرو حتى ينتهى الرجال فتجنبو المزاحمه ولاكنهم ما استطاعو تجنب الاخطلاط والله تعالى اعلم

واخيــرا

فلتعلمى يا اختى حفظكى الله ورعاكى ان ارباب الباطل قد روجو لخروج المراه وحرضوها حتى اصبح يرى الباطل فى ثوب الحق لمن لا يعرف ولا حول ولا قوة الا بالله

فقالو له دعكى من هذا الركود وناطحى الرجال فى اعمالهن فتجد المرأه فى اعمال الهندسه وتجدها فى اعمال المقاولات وهذا قبيح وتجدها فى المصالح الحكوميه وتجدها فى مكان هو لا يليق بها على الحقيقهوخدعوها بالظاهر فتجدها تعمل خادمه فى الطائرات ويزينون هذا يقولون (مضيفه)

خدعوها فقالو ان مكانك ليس البيت انما انتى مهندسه ومضيفه وبائعه فى الحانات ومروجه للخنا وكلو هذا لا يسمونه بأسمه نحن لا نعارض عملك يا اختى بحيث ان تشغلى مكان لا يستطيع ان يشغله الرجال يعنى لو كانت طبيبه مسلمه مجتهده فى مجال الطب يعنى طبيبة نساء فهذا نريده ولا يختلف على هذا عاقلان فضلا عن مسلم فضلا عن عالم ربانى فهذا لم يتعرض له عالم قط بل يحبزو عليه فى بعض الاحيان

اعلمى ان(وراء كل عظيم ام ) نعم ام فالام هى التى علمته المبادئ والاخلاق وفى الموضوع القادم لكم بعض نمازج لأمهات العظام عظماء الاسلام الذين هم فى الحقيقه ورثة الانبياء

والى هنا ينتهى كلامى لكى يا حصان يا عفيفه يا حييه يا اختاه

وجزاكى الله خيرا

وكتبه المحب للخير
ابو عاصم المصرى
والسلام عليكم ورحمة الله