شموس سطعت على الكون

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
هنتكلم دلوقتي في شيء في غاية الأهمية وهو أساس هذه الرسالة، لو قرأت أي نص لو قرأت القرآن الكريم لو قرأت السنة المطهرة كل ما جاء به الحبيب المصطفى.. سواء عن طريق الوحي مشافهة والقرآن الكريم، أو بلفظه ومعناه، والقرآن الكريم هو المنزل بلفظه ومعناه على سيدنا محمد، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس، أو حتى إذا كان بلفظ رسول الله ولكن وحي من جبريل، إحنا عارفين أنه ما ينطق عن الهوى سنجد أن كل هذه التعاليم فحواها أو تسري فيها الأخلاقية، علشان كده، أنا محبتش أبدا لما أتكلم عن رسالة الإسلام أقسمها إلى أربع أقسام "عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق"، دهية الأخلاقية بتسري فيها من بدايتها لنهايتها، مش لأنه شدد على الفضائل وحس عليها ونهى عن الرزائل، مش لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خد شهادة تكريم من فوق سبع سموات {وإنك لعلى خلق عظيم} ولا لإنه قال على نفسه "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لأ وزي ما بقول الأخلاقية بتسري فيها من البداية من أول كلمة، يعني بدليل أن يمسى التوحيد عدل. والشرك ظلم.
{إن الشرك لظلم عظيم}، والإيمان والإسلام حين يتكامل يتجسد فيه الأخلاق، فاضت بها الآيات القرآنية، {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون}.
{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}.
يخبرنا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه" إيمان بالله، عقيدة توحيد، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.. برده يقول لنا:
"لا يزني الزاني حين يزني" ده حضرة الحبيب المصطفى اللي بيقول لنا وبيعلمنا دلوقتي: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"، انتفى عنه الإيمان وهو يرتكب الرذيلة والعياذ بالله، "لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن"؛ لأنه لو مؤمن هيستشعر معية الله سبحانه وتعالى، لو مؤمن هيعرف معاصي الله في الخلوات لأنه شهده الحاكم.
لو مؤمن هتنهاه صلاته، لكن من لا تنهاه صلاته فلا صلاة له، الحقيقة برده هنلاقي العبادات لما تيجي كده تحللوها يا حبايبي هتلاقي جوهرها أخلاقي.
يعني نمسك مثلا التكليفات التعاقدية "الصلاة" اللي هي صلة واللي هي عبادة، واللي هي قربة من الله سبحانه وتعالى، واللي هي لما نفتحها بالتكبير كده بنفتح بيننا وبين ربنا، الله سبحانه وتعالى ونكلمه، وبناخد الفيوضات الكبيرة وبناخد الفيوضات اللي بتغذينا للروح، لها غذاء زي الغذاء، كل ده بيحصل صحيح، لكن في نفس الوقت الصلاة لها دور كبير قوي قوي، في تكوين الشخصية الإيمانية في تكوين الوازع الديني في تكوين الضمير الديني، في الوازع الذاتي والضمير الديني كل هذه الأمور تخلي الإنسان يتوجه لله صح، ويحفظ الإيه.. مش أي كلام، الحكاية مش مجرد أنك تمشي كده ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، آه يعني يا للي بتصلي خد بالك، متنفعشي تصلي وتقول هذه نقرة وهذه نقرة، مينفعشي يصلي ويروح يعاكس بنات مينفعشي يروح الجامع ويخرج من الجامع يرتكب معصية.. مينفعشي.
{إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر}.
وبعدين قال لنا حضرة الحبيب من لا تنهاه صلاته فلا صلاة له.
أخلاق مرتبطة بالعبادة.
وبرده الصلاة مدد أخلاقي، مدد مدد، يستعين به المؤمن علشان يواجه به نوائب الدنيا ربنا بيعلمنا نستعين بالصبر والصلاة، الواحد لما يكون تعبان يفزع إلى الصلاة حضرت الحبيب المصطفي لما كان أي حاجة تتعبه، يقوله: "أرحنا بها يا بلال"! بسرعة دخلنا في معية الله سبحانه وتعالى، يبقى هي مدد أخلاقي من الله سبحانه وتعالى، وبتصبر على البلاء وبتخلي الإنسان يستطيع أن يقاوم.
الصيام، هو تكوين الإرادة والخروج من إلف العادة وكسر الشهوة، والأمور ده كلها، لكن هي لها بعد أخلاقي مهم، ألا وهو التقوى، والتقوى يا حبايبي جماع كل خير، كل الفضائل الأخلاقية في التقوى، علشان كده قال لنا إيه.. {"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
لابد أن نعي هذا لابد أن ننظر إلى التقوى، يبقى الخروج من إلف العادة ده جميل كسر الشهوة ده جميل، الوقوف في معسكر تربوي إصلاحي هو ده الأساس التقوى، لأن أهم شيء بنخده وإحنا صائمين إن صيامك.. محدش يعرف.. ممكن تدارى من الناس كلها لكن هو شايفك.
اللي لابس بدلته وجرافات وشكله شيك ولابس عبيته وعامل مش فاهم إيه، واللا مركزه كبير، وييجي كده وهو معاه السيجارة، ويروح مستخبي في حته علشان يشربها، أد إيه ممتهن أمام نفسه؟! أديه ممتهن جوه نفسه؟! أد إيه حاسس بالإهانة؟! العيال الصغيره صايمة وهو الكبير اللي عامل كبير ولابس أد إيه هو صغير أمام نفسه، علشان كده كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".
طيب الزكاة اللي دائما تذكر مع الصلاة، تفتكروا هي عبادة مالية صح، وهي تأخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء صح، وهي بتألف بين القلوب وتدعو للتكافل صح، لكن قبل ده كله، هي طهر وتزكية، بتزكي النفس بترقيها {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم}.

تطهير للمال وتزكيه للنفس، يعني تطهير يعني أنا باقتطع وباخد، عارفين يعني إيه يا حبايبي بقتطع جزء من مالي؟! "ما نقص مال من صدقة"، وآخذ بركة ، بركة كبيرة قوي قوي، عارفين يعني إيه يا أحبابي بركة يعني الناس بتمرض وفيه ناس بتمرض أوي، لكن ربنا سبحانه وتعالى يلطف بنا، ويبارك في القليل ولا نحتاج كثير بركة، واحد يخف بالأسبرينه بركة.
واحد يعطوه بالآلاف ما يخف.
بركة في كل حاجة، بركة في الأولاد بركة في الرزق بركة في الصحة، حتى لو ضعيفة، لكن هو بيأدي بركة، بركة في حياتك بركة في الكلمة بركة في طلعتك وأنت بتبص على الناس بركة في كل شيء ماشي لله وبالله، آد عباده.
والعبادة الأخيرة اللي هي الحج، اللي هي لغة القصد اللي إحنا بنسيب مكانا ونروح إليها ابتغاء مرضات الله.
طيب تفتكروا حبيبي تجرد لله سبحانه وتعالى وانقياد لله تعالى، لكن لها قلب لها معنى عارفين يا حبايبي التكليف المسمى بالإحرام بيدخلني في خصوصية شديدة قوي قوي.. إني أنا أتعامل بمنطق الانكسار والتقوى ومعرفة أن الحياة قليلة وبسيطة بمعنى أصح "بروفة كاملة للحياة"، واللي فيها ثم الانتقال والتهيؤ لليوم الآخر يقول الحق جل وعلا: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحد}
الأخلاقيات تسري في كيانك من أول التوحيد إلى العبادات، بكل جزئياتها.
وإلى لقاء آخر بإذن الله.