مكانة المرأة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
النهاردة هانتكلم عن خط عريض براق متلألئ ألا وهو المرأة .. المرأة التي حررها الإسلام، الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم جاء بالمنهج الذي أعاد للمرأة إنسانيتها ومكانتها، ياريت يا حبايبي كده نشوف مع بعض نظرة.. نطل على حال المرأة زمان قبل الرسالة الهادية .. قبل ما تشرق أنوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
لو بصينا للمرأة في الجزيرة العربية ها نلاقيها مقهورة.. مهمشة..تكنى بالنعل والنعجة والعتبة .. يمكن تقدر في القصائد باعتبارها ملهمة شاعر بهره جمالها وقدمها الممشوقة، أما في البيت فهي- كما قلت- ليس لها أي حقوق، زوجها يتصرف كيفما شاء وله الحق في أن يئد ابنته طالما أنه شعر بأنها عبء عليه، تخيلوا! كانت المرأة.. يعني يكفي أن أقول إن لو الواحد جاءت له بنت يبقى حزين وجت له مصيبة، {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم}، القرآن الكريم عبر تعبيرا في غاية البلاغة عن حالة الرجل اللي تيجي له بنت، لكن برضه مش عايزين نظلم أمتنا العربية.. كان فيه بعض الأماكن عند العرب يحترمون المرأة ويقدسونها ويمكن أن يمدح رجل من أجله أمه .. مثل عمرو بن ماء السماء .. أمه كانت ست رائعة في الحصافة والقوة.. وده كان من أمرائها أو ملوكها وكان يسمى عمرو بن ماء سماء.. وأيضا عرفت زنوبيا وعرفت بلقيس.
لكن إحنا بنتكلم على العموم، لو إحنا خرجنا من دائرة المحيط العربي هانلاقي حالها في الدول الأخرى أو في الحضارات القديمة - سواء اليونانية والرومانية، سواء في الديانات الوضعية، سواء في الديانات الأخرى- هانلاقي حالها في كل الأمور مهين.. موجع، يكفي أنهم يعتبرونها..كما قيل: لا تجعل امرأة في بيتك وإن جعلتها في بيتك فكمم فاها.. يفضل الرجل ألا يتزوج لأنه بيجيب لنفسه بلاء كبير، وأن الرجل من حقه يعاقب المرأة وممكن أن يقتلها، وفي نفس الوقت يقدر الغانية، والمسرحيات كلها تبين أو تظهر هذا التقدير، طبعا عارفين كل ما جاء في الكوميدي فرانسيز.. كل ما جاء عن المرأة وتقديس المرأة.. جه تقديسها باعتبارها من الغواني، لكن المرأة المفروض الأم.. الزوجة ليس لها أي حق.
طبعا إحنا لو تكلمنا في هذا الموضوع مش هاننتهي، تعالوا نشوف الإسلام جه عمل إيه، أولا قدم عدة برامج كلها ماشية في اتجاه واحد، أول برنامج أبطل ما كان متعارفا من أمور مجحفة بالمرأة مثل وأد البنات.. زي توريثها، كانوا يورثوا المرأة .. الرجل لما أبوه يموت يرث مراته زي ما بيرث متاع البيت، حتى الأيتام يخدوهم وممكن يتزوجها ابن العم أو ابن الخالة أو كذا من غير ما يدفع لها حاجة خالص، عشان كده نزلت الآيات القرآنية تبين حق اليتيمة وحق اليتيم.
يبقى أولا أبطل ما تعورف في الجزيرة العربية، ثانيا.. استبقى بعض التشريعات بعد تصليحها وإعدادها كي تتناسب، واستحدث تشريعات جديدة.
من هذه التشريعات اللي تخلينا كده نقول الله هذه المساواة، وهاتكلم عن أن من ثمرات الحبيب المصطفى المساواة إن شاء الله في الجزء الثاني، هذه المساواة بين المرأة والرجل- مع أنها ما كانتش معروفة أبدا- مساواة في المنشأ والمصير، مساواة في الحقوق والواجبات {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} والدرجة دي ما هياش قبعة يرتديها الرجل.. يقول لها: أنا أحسن منك.. أنا سيدك، لا.. لا .. هي درجة تنازلات ورياسة مسئوليات، هي احتواء، هي قدرة على التعقل في فهم قضية زوجته واحتياجاتها، هي تبصر بالأمور أكثر من المرأة إذا كانت عاطفية شوية.
تعالوا بقى كده مع بعض نشوف إزاي المرأة استعادت مكانتها.. إزاي؟ وجدنا المرأة الصديقة.. أول من صدقت بالرسالة خديجة رضي الله عنها.. زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعدين خدوا بالكم.. مش بس كده هي صدقت واستوثقت من الرسالة، ست قوية، وأول من بايعت وجاهدت كانت امرأة، وأول شهيدة كانت امرأة وهي أم عمار سمية بنت الخياط.. هانلاقي المرأة أسلمت قبل زوجها ويمكن قبل أخوها ويمكن قبل أبوها، زي بنت أبو سفيان هند، وزي فاطمة أخت عمر بن الخطاب، نساء كأنهم وجدوا ضالتهم.. كأنهم شعروا أن الإسلام يخاطب الفطرة النقية وقد وجدوا قابلا مستجيبا في المرأة وكأنها تتلهف إلى من يعطها هذا الحق، شوف المؤمنين والمؤمنات، يقول الحق.. بسم الله الرحمن الرحيم {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} عدة آيات.. ييجي حضرة الحبيب المصطفى يقول: "النساء شقائق الرجال" وجدنا في القرآن الكريم أيضا امتداح للمرأة .. المرأة مين؟ المرأة كانت يعني ملكة تلي أمر شعب.. امتدح عقلها.. اللي هي بلقيس.. امتدح عقلها.. امتدح تفكيرها.. امتدح مشاورتها لشعبها، امتدح حصافتها وهي امرأة.. امتدح السيدة مريم أم عيسى عليه السلام، امتدح أم موسى.. امتدح أيضا آسيا امرأة فرعون .. نساء قانتات صالحات.
إذن هذه المساواة بدأت تترجم من غيرها، كانت المرأة ليس لها حق في التملك، لا.. حقها أن تتملك، حقها أن تعمل، ماكانش عيب.. كانوا بيشتغلوا، أمال هي قالت: يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، كانت لها ذمة مالية منفصلة، سامعين يا حبايبي.. المرأة يكون لها ذمة مالية منفصلة .. ولا يجوز للزوج أن يأخذ منها مليم واحد، إلا برضاها، حق.. الشرع أعطاها هذا الحق .. من حق المرأة أن تتعلم، وحضرة الحبيب صلى الله عليه وسلم ذكر هذا مرارا: "طلب العلم فريضة".. وفي رواية: "على كل مسلم ومسلمة"، وكانت هناك امرأة اسمها الشفاء تعلم السيدة حفصة، وتعلم السيدة عائشة.
إذن.. ها نلاقي خطوطا عريضة.. امرأة أصبح لها كل الحقوق.. حقها في الميراث.. حقها في حياة مستقلة.. حقها في أن تقول رأيها في الأمور الهامة ..
هانكمل إن شاء الله العطايا الجميلة اللي قدمها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عشان نعرف لماذا أحببناه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.