اليقين الذى لايلين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
اليوم نتكلم عن اليقين الذي لا يلين، شخص الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي تعلق بالسماء فأصبح كل دقائق حياته، وفق ما جاءه من أمر السماء أذاب مشيئته في مشيئة خالقه لما جاء له الأمر: {يا أيها المدثر قم فأنذر} فسمع هاتفا السماء في قلبه يقول قم فقام بلغ، فبلغ، من اللحظة الأولى واجههم بجوهر الرسالة قال لهم أيها الناس إني رسول الله إليكم لتعبدوه ولا تشركوا به شيئا، خدوا بالكم هذه المواجهة.
اللي بيتبعوا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم أحبابه، منهم تبعه بنفس الصورة بنفس المواجهة، أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه اندفع بهذا الحب وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولاقى ما لاقى ، أيضا أبو ذر الغفاري ملوش لا عزوة ولا له حد، مجرد ما دخل الإيمان قلبه قال طيب وإيه لزومها المرحلة وإيه لزومها السرية استنا متستناش راح رايح على الكعبة وفي أكبر مجلس لقريش في الكعبة، وراح شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله طبعا لاقى ما لاقى، بعده نفس الشيء عبد الله بن مسعود البسيط العبد الفقير البسيط بلا عزوة راح وفي وسطهم كلهم تحدى كبريائهم جميعا، وقال لهم أجمل وأحلى كلمات رائعة: {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان} بصوت عبد الله بن مسعود هكذا اتبعوه أحبابه، نرجع لموضوعنا تاني.
حضرة الحبيب المصطفى بمجرد ما أعلن هذا وبدأت قريش تنقلب إليه وكأنه أشعل النار والحقيقة نسيب الحكاية كده لواحد اسمه الحارث بن الحارث، فوجئ بالقرشيين يجتمعون على إنسان ويتعبونه، فسأل أبوه من هذا، فقال له ، الجماعة دوله في صابئ لهم يعني بيأدبوه، فضل هذا لحد ما انتصف النهار فوجئ بأن الذي كان يعني يسومونه العذاب بكلمات لاذعة وكذا إنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
من صباحة ربنا لحد ما يقرب من آذان المغرب ولقى شابة باكية وماسكة منديل وقدح من الماء وجاءت سقته وطبطبت عليه وهي تبكي فقال لها لا تبك على أبيك إن أباك بخير ولكن عدلي طرحتك، كان طرحتها وقعت، المهم عاوزين اللي بندعي بيه لازم نكون إحنا أول ناس ننفذه.
ياما آذوه ياما ألقوا عليه أمعاء الجذور.. أمعاء، ياما ألقوا عليه وقذفوه بالرماح أشياء كثيرة ولم يحد، وأكبر موقف الحقيقة خلاني التفت وأنا مبهورة لما الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم جاء له مرسال من عمه أبو طالب يقول له: يا بني إن قومك حدثوني في أمرك يا بني دع هذا وأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني ما لا أطيق، ده الرسالة التي جاءت له من، من عمه أبو طالب اللي رباه اللي كان بيحميه اللي كان معمول له حساب في كل مكان، كان طبيعي الرد المنتظر من إنسان خجول مهذب يعني لا يقطع رحما، ويدرك معنى الوفاء.




كان يقول خلاص يا عمي لكن هو على يقين برغم كل ما يراه من عذاب قال والله يا عمي لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما حدت عن هذا الأمر أو أقتل دونه، قوة يقين صلابة ومن بعدها بدأ التحدي زي ما بقول كأن نار انطلقت في الهشيم، وجاء لقريش نوع من الجنان، وخصوصا لما دخل الإسلام عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب، وخصوصا لما بدأ الإسلام ينتشر بين القبائل، وقرروا يستخدموا أعنف سلاح هم مارسوا كل أنواع الإيذاء مفيش نوع ممرسهوش عذبوا جروهم في الرمداء زي بلال اتجر على الصحراء ولا يقول إلا أحد أحد، اتحط الحجر السخن على قلبه وعلى ظهره ولا يفتأ إلا أن يقول أحد أحد.
خبيب بن عدي، قطع ولا يقول إلا: لا أتمنى أبدا أن يكون حبيبي رسول الله فيما أنا فيه وقتل شهيدا، خبيب بن عدي، وهو على هذا.
عمار بن ياسر وأمه سمية شوف عانوا ما عانوا مفيش جزء في جسمه إلا ما فيه حرق وكانوا دائما راضين وشاعرين أنهم بيأدوا مهمة عظيمة ، الصبر كما علمهم الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم، وبدأ أقوى وأعنف سلاح اللي هو سلاح المقاطعة، اجمتمعت قريش وكتبوا هذا الكلام وصدقوه إنهم يقاطعوا تماما، بني عبد المطلب، وطبعا أبو طالب لا يتزاوجوا منهم ولا يبايعوهم ولا يكلموهم نهائيا.
وحاصروهم في الشعب تصوروا بقى ثلاث سنين اتمنع عنهم الأكل والشرب، مات اللي مات كانوا يأكلوا ورق الشجر لحد الجلد كانوا يأكلوه، مات أطفال كتير مرض من مرض، وأخطر أمر حصل، مرض السيدة خديجة رضي الله عنها ومرض عمه أبو طالب نتيجة هذا الحصار.
كان رد الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو يمزق من أجل السيدة خديجة، أنه لم يلن ولم يغير ولم يبدل لدرجة أنهم هم أحسوا بالخزي وهم كعرب، مفروض لهم كده مواثيق شرف حسوا بالخزي بما عملوه ففكوا الحصار لكن ترك أثره على الحبيبة الغالية، سنده وهنتكلم عليها بعدين.
فكانت النتيجة وفاتها بعد مرض عضال وبعدها على طول عمه أبو طالب، وسمى هذا العام عام الحزن، يا حبيبي يا رسول الله كتير قوي اللي شافه، كتير قوي،
ماذا قدمت انت لكى تلقى رسول الله ورأسك مرفوعة
والسلام عليكم ورحمة الله