اليقين الذي لا يلين 2

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
نستكمل مسلسل اليقين، اليقين رغم كل عذاب اليقين رغم كل قهر يزداد العذاب وازداد الاضطهاد بعد وفاة السيدة خديجة وعمه أبو طالب، فقد السند الداخلي والخارجي، وازداد يقينا بما يقول، ازدادوا تعذيبا بكل أنواعه، ازدادوا تعذيبا بكل أنواع الاضطهاد، حتى إن أبا بكر الصديق كان يبكي ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟! إيه اللي بتعملوه هو بيقول إيه؟! بيقول لكم وحدوا الله ولا تشركوا به شيئا، بيقول إيه؟! بينجيكم من خزي العقل أنكم تعبدوا وثنا تصنعوه بأيدكم، ينجيكم وبيرقي فكركم، يخليكم لكم منطق، ورغم كل هذا ورغم هذه المعاناة توجه للطائف لأقاربه هناك يمكن يلاقي سند، يمكن يلاقي عزوة،، هو كان فاكر إن الناس فيها خير لكن للأسف الشديد، شاف مالا يمكن أن يتصوره بشر من إهانة وإذلال، لدرجة أنهم أغروا سفهائهم ففضلوا يحدفوه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفين، بأبي أنت وأمي يا حبيبي يا رسول الله، التجأ لحائط علشان يحتمي فيه قعد عند جزع شجرة علشان يستظل ويهدأ، لكن خاف لحاجة مهمة قوي، خاف ليكون ربه غضبان عليه، خاف ليكون في عز اللي هو فيه ده يكون في حاجة خطأ، فتوجه للسماء والخطاب اتأخر عليه شويه، قال الرسول: اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من غيرك تكلني إلى عدو ملكته أمري أم إلى بعيد يتجهمني إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي.
عاد من الطائف يعرض نفسه على القبائل، ترى أي يقين هذا، نقطة مهمة قوي بعد كده، حرص الحبيب على حقن الدماء، سامعين يا حبيبي في كل مكان، حرصه على حقن الدماء، إزاي؟! الأولى بالضعيف أن يتقوى باللي حواليه لكن فوجئنا بعد ما زاد العذاب بصورة قوية، ونزل بأصحابه كم هائل من الاضطهاد لا يتحمله بشر خاف عليهم الحبيب المصطفى بدل ما يتجمعوا كلهم بدل ما يحتمي بهم بدل ما يكونوا قوة، وخصوصا أن أهلهم مش هيسيبوهم في ناس منهم أكابر، أهلهم مش هيسيبوهم، قال لهم الرسول الله، يهاجروا.. ويسيبوك لوحدك يا حبيبي؟! أيوه، انجوا بأنفسكم.. تصوروا وارتضى أن يكون بمفرده حقنا للدماء، خاف عليهم، خاف من هذه الأمور أن تطول، وأصبح من هناك من يعذب إلى درجة القتل، تفتكروا يا حبَيبي لو حطين درجة النور، هتلاقيها أكثر ضياء بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، صدق وأمانة وطهارة وعفة ويقين، ونتساءل أي شرف وأي صدق وأي يقين وأي رسالة هذه التي جعلت هذا الإنسان شرف لهذا الإنسان، وأي صدق ويقين جعل أكابر قريش أكابر قومه يسارعون إلى الإسلام، وأي قوة جعلت ضعفاء قومه يلوذون به ويحتمون به، وهو أعزل لا يملك لنفسه حولا ولا قوة بيتهاجم من كل مكان، أي عظمة جعلت هذا الدين وأتباعه يزيدون ولا ينقصون.
أي قوة جعلت جبار الجاهلية، قوة مع الإسلام بعد ما كان حربا عليها عمر بن الخطاب، أي عظمة وأي يقين، أي شخصية هذه التي اترعت طهرا وعفه ونقاء.
تفتكروا حصل كل ده ليه؟ ولماذا وجد هؤلاء ولماذا ازداد هؤلاء الأتباع؟ ولماذا كان هذا اليقين؟ وليه صدقوه ؟ وليه اتبعوه؟

عارفين ليه ياحبَيبي! علشان عايشوا صدقه وعايشوا أمانته وعايشوا إخلاصه وعايشوا يقينه وحياته كنت كتاب مفتوح يا حبيبي يا رسول الله.
يا حبَيبي يا ريتنا نتعلم نتطهر نرقى يا ريتنا نتعرف على سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، عشان نعلم ولادنا من البداية لأن اليقين بيربي رجال، الصدق والإخلاص ينشئ حضارة.
ا