أسباب محبة الخلائق

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
قبل أن أشرع في الحديث عن أسباب محبة الخلائق للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أود أن أتحدث أولا عن أمهات شغفن به وسعدن به.
أول من التقى بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم ميلاده يوم أشرقت فيه شمس فاق نورها كل الشموس يوم البشرى بشرى مكة زفوا البشاير لمكة يا بني هاشم وبشروا الكون كله ووحدوا الدايم الليلة مولد محمد اصحى يا نايم.
وكانت البشرى الحلوة ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.
قبل ما نتكلم عن مولده ها نتكلم عن أمه التي اختارها الحق لهذه المهمة،
هي السيدة أمنة بنت وهب من بني زهرة كانت امرأة فوق العادة كما يقولون نقية طاهرة أمينة هادئة، اختارها عبد الله بن أبي طالب، كان الفتى المدلل في قريش وكانت أنوار النبوة تطل من وجهه الكريم لأنه يحمل هذه النسمة الطاهرة يحملها خفة .. هذا الرجل الذي يعتبر فداءه أكبر فداء عرفه العرب لكي يبر والده بيمينه... كان أكبر فداء.
هذا الرجل كان مثار إعجاب الجميع لدرجة أن النساء كانوا يخطبونه، ولكن أراد الحق أن يتزوج بآمنة وأن تحمل آمنة النطفة الشريفة، وكأن هذا هو دور عبد الله ففي حملها في الشهور الأولى انتقل والد النبي صلى الله عليه وسلم وجرب اليتم وعرف اليتم وهو جنين ستير في الرحم.
السيدة آمنة وجدت ضالتها ووجدت عزائها في هذا الذي كاد أن ينطق في بطنها، كانت تشعر بالسكينة والأمن والأمان مع حملها، فقدت الزوج وأصبحت أرملة وهي شابة في مبتدأ حياتها، لكنها كانت تشعر بسعادة غامرة فائقة وهي حامل.
لم تجد ما تشكو منه النساء ليس هناك ثقل ليس هناك تعب ليس هناك شيء اللهم إلا خفة اللهم إنها كادت أن تحمل، هي حامل في بطنها جنين ولكن كأن الجنين هذا هو الذي يحملها.. وكأنها محلقة في السماء.
كانت تتعجب من هذا وكانت تتعجب من هذا الأنس الذي تجده عندما تسكن لنفسها، لحد ما جه اليوم يوم المخاض اليوم صعب على كل امرأة وأيضا اللي بتشعر فيه المرأة أنها أم وبدأت تؤدي دورها في الحياة وأنها تؤدي مسؤوليتها الحقيقية... أم..
أصعب وأعنف يوم بالنسبة لأي أم وأي أب بمجرد أن تبدأ بشائر الوضع ويبدأ ظهرها يخبط أول خبطة.. تعب وحلاوة.. تعب ورغبة في السعادة في مشاهدة هذا العزيز.. اللي شافتها بقلبها قبل أن تشوفه بعينيها..
كانت تتمنى أن يكون زوجها معها عشان تفرح زي ما فرحت وخاصة بهذه الرؤى المتكررة.. اللي خليتها تتأكد من أن حملها غير عادي وإن اللي معاها ده ولد غير عادي.
من أجل هذه الرؤى شافت من يقول إنك ستضعين سيد هذه الأمة وتأكد الأمر من كتر هذه الرؤى العجيبة الجميلة اللي كانت بتشوفها.. منها أنت ستضعين سيد هذه الأمة.. رؤية ثانية سمت لها قالو لها سميه محمد.. فحكت بنفسها للسيدة حليمة فقالت يوم مولده خرج معه نور.. رأيت نورا عجيبا يملأ أركان الغرفة ويضيء ما بين المشرق والمغرب ورأيت ثلاثة أعلام مضروبات.. علم في المشرق وعلم في المغرب وعلم فوق الكعبة.
وكان مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وصفاء
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان طفلا أو كان رضيعا غير عادي.. مشرق الوجه.
وإحنا بنتكلم عن الأمهات هانشوف الأم الثانية اللي أدامنا.. ثويبة.. وشوفوا سبحان الله مغير الأحوال أبو لهب عم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان حزين قوي على أخيه عبد الله لأنه ما شافش ابنه.. ولما عرف أن آمنة جابت محمد صلى الله عليه وسلم فرح به فرحا شديدا لدرجة أنه كان عنده واحدة اسمها ثويبة مولاته اسمها ثويبة أول ما بشرته أعتقها .. وفرح به فرحا شديدا وسعد به جده عبد المطلب .. وفي هذه اللحظة الجميلة توجهت ثويبة لتنظر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا بها تتعلق به وكانت حديثة عهد بولادة فاحتضنته وأرضعته كما ترضع ابنها فأطعم وشرفت برضاع الحبيب المصطفى وشرفت أكثر بأنها حظيت من بركة رضاعه .. بأن نما ولدها نماء طيبا.
آمنة اكتفت بهذا الرضيع آمنة شعرت أنها اكتملت برضيعها وشرفت ثويبة برضاع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم تفارق آمنة ولا محمد صلى الله عليه وسلم وعاشت أما ثانية له وكانت تحبه كل حب.
اتكلمنا عن أول حليب التقمه الحبيب المصطفى من آمنة ثم من ثويبة وبعدين ها نتكلم عن حليمة.
ونسأل الله أن يمنحنا بركة الحبيب وسيرة سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته