الرسول صلى الله عليه وسلم زوجا

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان
على المبعوث رحمة للعالمين، وسيد ولد أدم أجمعين وحبيبنا وأسوتنا وقدوتنا محمد صلى
الله عليه وسلم، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
حلقة جديدة من حلقات
"الرسول صلى الله عليه وسلم والحياة" الرسول صلى الله عليه وسلم "زوجا" حلقة جميلة
عن أخلاقيات النبي صلى الله عليه وسلم وعن تعامله مع أزواجه رضى الله عنهن
وأرضاهن.
سنجد نماذج من الأخلاق العالية الكريمة والمودة والإنسانية وحفظ العهد
التي علمنا إيها النبي عليه الصلاة والسلام { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ
مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ
مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } هذه غاية
الزواج مودة ورحمة أن يصل الزوجان إلى التوافق في المودة وفي الرحمة.
ومن عجيب
ما ذكر بعض المفسرين أن الفرق بين المودة والرحمة إذا كانت الأمور صافية فيما بينكم
والخير إلى أخره هذه مودة تزداد الألفة والمودة بينكم، وإذا حدث خلل بينكم وبينها
أو غضبتها أو زعلتها فمطلوب الرحمة إذا هي غضبت مرة أو لم تصنع طعاما, أو ما فهمت
بعض الأمور ارحمها لأنها صبرت وتعبت وبذلت واهتمت بك كثيرا, والعكس صحيح إذا هو
أخطأ أو أساء في اللفظ أو شد في موقف ارحميه, ترى وقف معك في مواقف واهتم بك وكان
حريص عليك فالمطلوب مودة ورحمة مودة في اللحظات الأمور سالكه ورحمة في اللحظات اللي
يصعب فيها, بعض المواقف.
من هذه القاعدة القرآنية صار النبي محمد صلى الله عليه
وعلى أله وسلم وكان دائما ما يوصي ويشجع على حسن العلاقة بين الزوجين والمودة يقول:
"إذا نظر الرجل إلى امرأته نظر رحمة ونظرت إليه هي كذلك نظر الله إليهما نظر
الرحمة" كل ما تنظر فقط النظر تستبق النظرات إليها فيها مودة وفيها رحمة ينظر الله
سبحانه وتعالى إليك نظر الرحمة، فإذا ما سلم عليها ويده بيدها يقول عليه الصلاة
والسلام تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما كما في صحيح الجامع وصححه الشيخ
الألباني.
هذه العلاقة الجميلة اللطيفة بين الزوجين إنه فقط بالنظر فيه رحمة
وإذا وضعت يدك على يدها تتساقط الذنوب وتغفر بإذن الله سبحانه وتعالى وكان يشجع على
مبدأ المودة ومبدأ الرحمة ويطلب الاستشارة في الموضوع يعني يفكر الإنسان في الزواج
ويستخير ويستشير.. ومن الجميل أن عمر بن الخطاب علمنا قضية الاختيار والانتقاء يعني
الأب المسلم والزوجة المسلمة الأم تبحث تنتقي لبنتها الأب ينتقي لولده الرجل
الطيب.
خرج عمر بن الخطاب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه, فقال: عندي بنتي حفصة
أريد أن أعطيك إياها زوجة تكون زوجتك.. فقال له عثمان بن عفان: أمهلني يا عمر، أريد
أفكر وانظر في الأمور أشاور نفسي فأخذ في نفسه شيء ،يعني أنا أقدم لك حفصة وأنا عمر
بن الخطاب يعني خلاص المفترض مشكور ومأجور فتركها وترك عثمان، وذهب إلى من صاحبه
أبي بكر فذكر له من الثناء ومن الصحبة ومن نبيل الكلام ثم قال له: يعني يا أبي بكر
يعني أريد أن أقدم لك حفصة لتتزوجها، فقال له يعني أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وأرضاه: يا عمر ألهمني هي طيبة حفصة ومعروفه ومشهورة وجمال ودين وحسب ونسب، لكن
يعني خليني أفكر.
فعمر بن الخطاب قال إش القصة؟ أتي بحفصة لعثمان فيرفض أو يطلب
التمهل أتي إلى أبي بكر صاحبي كلهم أصحابي، كل واحد قاعد يرفض الزواج يفترض أو ما
تيجي واحده يقول أبشر وما أني طالب منك شروط فاستغرب يعني عمر من هذا الأمر!! فذهب
إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو له الحال، فقال: يرزقها الله سبحانه تعالى خيرا،
يرزق الله سبحانه وتعالى عثمان خيرا من حفصة، ويرزق حفصة من هو خير من أبي بكر، ومن
عثمان يعني أخذ يقلب الفكر والنظر عمر، مين اللي أفضل من حفصة لعثمان؟! وإذا بها
فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومين أفضل لأم كلثوم؟! ومن هي أفضل من أبي
بكر وعثمان لأبنته؟! حفصة وإذا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما درى بذلك
عمر، قابل أبو بكر قال: يعني سامحني واعذرني على الموقف اللي حصل بيني وبينك، ولكني
ما كنت افشي سرا سرني إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: أنا سمعت أنه يتكلم
عنها ويذكرها ويريد يعني الزواج فما معقول لما طلبتني أقولك في واحد تاني وذلك من
أمانة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، يعني بعض الناس يكلموك في كلام إنساني
في كلام خاص، والله عندي فكرة زواج عندي فكرة كذا فتلاقي الخبر أنتشر، في كل مكان،
لكن خصه بالأمر إلى أن تتيسر الأمور وتترتب الأوضاع.. وبعد ذلك تنطلق هذه
المسيرة.
وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على إكرام الزوجة والوقوف معها
ومساندتها هذا من الدين وفيه أجر حتى أن عثمان رضي الله عنه وأرضاه تخلف عن غزوه
"بدر" وسبب تخلفه، أن امرأته كانت مريضة رضي الله عنها وأرضاها فذكر حزنه ساعة
القتال جاءت وهو ما استطاع أن يقاتل في غزوة بدر الغزوة الكبرى العظيمة، فقال يعني
النبي عليه الصلاة والسلام زوجتي كانت مريضة، فقال عليه الصلاة السلام: إن لك أجر
رجل من أهل بدر وسهم يعني راح نعطيك سهم من المقاتلين، وكذلك تأخذ أجر من قاتل في
سبيل الله لأنك كنت في جهاد حقيقي تمرض زوجتك وتقف معها وتساندها, وهذا يعرفنا كيف
الإنسان لما يساعد زوجته ويأخذها إلى مشاورها المهمة ويهتم بأمورها وقضاياها يعطيه
الله سبحانه وتعالى أجر المجاهد في سبيل الله.
ومن علاقة النبي عليه الصلاة
والسلام زوجا أنه يقبل زوجته متى يقابلها, يقبلها في شهر رمضان يعني الشهر اللي
ربما البعض يقول هذا شهر العبادة ولا أحد يلمس أحد وخلي كل واحد لا من العبادة أنه
كان يقبلها صلى الله عليه وعلى واله وسلم, وفي الرواية أيضا أنه كان بعد ما يقوم
الليل ويرتاح قليلا إذا وجد عائشة رضي الله عنها مستيقظة قبلها عليه الصلاة والسلام
وحدثها, وإذا وجدها نائمة تركها, يعني فهم العلاقة الزوجية حتى في الجانب العبادي
يعني وجدها نائمة خلاص خليها ترتاح لما يطلع الفجر وجدها مستيقظة لطفها وقبلها عليه
الصلاة والسلام وكلمها فهذه من المودة ومن الرحمة ومن الإنسانية عليه الصلاة
والسلام, وكان دائما يأتي فيدعوا لها إذا دخل البيت يقول: اللهم اغفر لعائشة, فتضحك
كل ما خرج يقول اللهم أغفر لعائشة, يعني حتى دعابته فكانت تضحك عائشة رضي الله عنها
من هذه الدعوة اللهم أغفر لعائشة, اللهم أغفر لعائشة, وكان عليه الصلاة والسلام
يلاعبها يعني صحيح هو نبي وهو رسول وإمام وقائد لكن ما في مانع يلعب معها ويتلسى
معها, فجري وإياها عليه الصلاة والسلام الرياضية.
البعض الذين يقولون إن المرأة
ما تعلب رياضية لا تتعلم الرياضة وتلعب وبالطريقة التي تناسبها, فكانت هي تجري وهي
زوجة وهي أم المؤمنين والرسول صلى الله عليه وسلم يجري مهنة الرياضة والجري فمرة
سبقته رضي الله عنها وأرضاها, فلما كبرت سبقها عليه الصلاة والسلام, فقال: هذه
بتلك, زاد الشحم واللحم فالآن هذه بتلك لعب ومؤانسة وملاطفة بين الزوج والزوجة وهذا
لا يسقط الهيبة ولا يسقط الإنسانية ولا يسقط المكانة بالعكس هذا يزيد العلاقة فيما
بينهما.
وأيضا من الروائع التي نفهمها في فن النبي صلى الله علية وسلم في
التعامل مع الأزواج هذه مشكلة أقولها للزوجة التي للأسف تكون مدرسة أو موظفة وتقول
الزوج عاطل ما عنده شغل, أو ترك الشغل أنا أنفق عليه خلاص هو رجل كبير صحيح الرجل
له قوامه ويفترض أن يعمل لكن تمر به ظروف فلا تأتي المرأة تتملى على الرجل.
لما
جاءت المرأة الأنصارية ومعها زينب زوجة عبد الله فأتيا إلى النبي صلى الله عليه
وسلم وبلال موجود عند الباب, فطلب السؤال قالت: نريد أن نسأل رسول الله صلى الله
عليه وسلم سؤالا، فدخل يعني بلال إلى النبي عليه الصلاة والسلام واستأذنه لدخول
هاتين المرأتين, وسؤاله معهم, مال ويردون يقولون للرسول نحن معنا مال أفا يصح أن
نتصدق به على أهلنا, فقال عليه الصلاة والسلام: نعم أجر الصدقة وأجر القرابة, حتى
لا يسير في المسألة منه هذه الزوجة التي تشتغل أو تعمل أو تدرس أو تطبب لما زوجك
يكون عنده وظيفة وأموره ما تيسرت تنفقين أنت من هذا المال, مسألة أجور يعني هذا فضل
من الله تبارك وتعالي لك لا تقولي أنا الذي انفق وأنا الذي أتعب وأنا الذي أشتغل
وفي الأخر هو يأخذ المال بارد مبرد, لا مش صحيح ليس صحيحا ليس هذا هو أدب وهدي
الزوجة المباركة، بل الزوجة الجميلة هي التي تهتم بزوجها.
ولذلك نجد إنه وقت
الخلافات الاهتمام الزوجي والمودة والمواقف الجميلة سببه في النجاح والعكس, صحيح
لما تكون المشاكل والتاريخ كله تاريخ سيئ ما يتذكر الإنسان الموقف الحسن الزوجة
اللي وقفت بمالها ووقتها وجهدها والرجل ما يجد وظيفة يتذكرها في تاريخه, والعكس
صحيح, لما يكون تاريخها كله عبارة عن مشادات ومناقشات ومجادلات, لا تستطيع هذه
الزوجة أن تتذكر زوجها بالحسن ولا الزوج يتذكر الزوجة بالأمر الحسن.
وهنا قصة
رائعة جميلة هي من أدب النبوة ومن هدي النبوة التي استفادتها بن الجوزي عليه رحمة
الله مع زوجته "نسيم الصبا" قصة جمالية رائعة استفاد منها بن الجوزي من هدي النبي
صلى الله عليه وسلم