الرسول صلى الله عليه وسلم مخططا

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان
على المبعوث رحمة للعالمين، وسيد ولد أدم أجمعين نبينا محمد صلوات الله وسلامه
عليه.
هذه حلقة جديدة من حلقات "الرسول صلى الله عليه وسلم والحياة" عنوان هذه
الحلقة "الرسول صلى الله عليه وسلم مخططا" الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمس مشركا
وكان يرى أصحابه يعذبون بلال الحبشي، وكان يرى سمية ويرى عمار ويرى والده كل
يعذبون، ومع ذلك لم يصنع شيء عليه الصلاة والسلام.
الأصنام موجودة كلها حول
الكعبة المشرفة وفيها 360 صنما ومع ذلك لم يمسها، كل ذلك النبي يخطط لما هو أفضل،
والحالة التي تكون أحسن للدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فالتخطيط هو عبارة عن دعوة
وسيلة من وسائل الدعوة لله تبارك وتعالى فمن وسائل دعوته عليه الصلاة والسلام
الرسائل كان يرسل الرسائل ويسير بخطة محكمة عليه الصلاة والسلام، يحسن من يرسل يحسن
الأوقات المناسبة والعبارات القوية التي يمكن أن تؤثر في الأقوام، أرسل إلى كسري
ولكنه لم يستجب فعاقبه الله سبحانه وتعالى ومات ثم أرسل إلى حاكم اليمن وحاكم اليمن
تردد في قبول دعوة النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن لما علم بقصة كسرى وأنه عندما
قطع رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عاقبه الله، حين إذا خاف فدخل في دين الإسلام
وما مكث بضعة أشهر رضي الله عنه وأرضاه حتى توفاه الله على دين الإسلام، ثم عين
النبي عليه الصلاة والسلام أبنه أسمه شهر ليكون واليا على صنعاء.
في صنعاء جاء
رجل يدعي "عبهلة" والذي أشتهر بالأسود العنسي عبهلة هذا بن كعب رجل مشهور هو من
قبيلة عنس ولأنه أسود سمي بالأسود العنسي أدعى أنه نبي في أطراف اليمن، ليس في
صنعاء لأن صنعاء كان فيها شهر لكنه في أطرافها وبدأ يدخل مدينة، مدينة لأنه كان
قويا وشديدا وخاف الناس منه فأخذ نجران، كانت تابعة لليمن أن ذاك وأخذ مدينة أخري
تسمي مراد فاستولى على هذه المنطقة، حتى جاءت معركة بين شهر وبين الأسود العنسي،
فانتصر الأسود العنسي ومات شهيد في تلك المعركة، وبقية الصحابة، ومن هنا مدينة تلو
مدينة حتى سيطر هذا الرجل الأسود العنسي على اليمن كلها بقيت أطراف معينة جهة حضر
موت، والنبي عليه الصلاة والسلام كان قد أرسل معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري يعلمان
الناس أمور الدين فتوجه الصحابة الكرام إلى جهة حضر موت وبقوا فيها يعلمون الناس
ويتحصنون لأن الأسود العنسي كان مسيطر على بقية الأجزاء الأخرى.
أرسل عليه
الصلاة والسلام إلى الصحابة في اليمن يشجعهم ويعينهم ويساندهم وأيضا يأمرهم بمن
يقتل "الأسود العنسي" من ضمن الناس الذين كانوا يسكنون في اليمن أبناء فارس وفيهم
رجل أسمه "فيروز الديلمي" وهو صحابي من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم مخف إسلامه،
وهو أخت زوجة "الأسود العنسي" من الرضاعة وهو بنت عمه وأسمها أزاد وهناك روايات
أخرى، أزاد هذه كانت زوجة والد شهر الصحابي الجليل الذي توفى والي صنعاء، ثم أنها
تزوجت الأسود العنسي بقوة وبضغط منه فتزوجها هي كاتمة دينها وإسلامها وبينها وبين
فيروز هذا الذي هو من أبناء الفرس، كما قلت لكم صلة وقرابة ناحية العمومة، ومن
ناحية الرضاعة، بدأ فيروز يفكر ويخطط لاغتيال الأسود العنسي، لكن أمامه مجموعة ضخمة
وكبيرة من الناس، وكونه أدعى النبوة حوله يظن قال: أنت رسول الله، ومنع الأذان
الشهير أشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله، منعه قال: غيروه قالوا: ماذا
نقول؟ قال: قولوا أشهد أن لا إله إلا الله وأن الأسود نبي الله، فأنتشر الأذان في
أنحاء اليمن بهذه الطريقة أن الأسود هو النبي والرسول، وخاف الناس منه خوفا
شديدا.
بدأ أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يخطط جهة حضر موت لتجميع الناس
لمقابلة "الأسود العنسي" في موقعة فجاء فيروز الديلمي، وقال له يا أبو موسى فلنخطط
بطريقة أخرى، قال له: ما الأمر فبدأ يعطيه تفصيلات وأفكار الطريقة لاغتيال الأسود
العنسي، هدى الله الفيروز إلى طريقة معينة إلا وهي الاستفادة من علاقاته مع قائد
الجيش في صنعاء، واسمه "قيس المرادي" طبعا المراد قلنا أن الأسود العنسي سيطر عليها
هي ونجران ومن مراد، هذه رجل يسمي قيس قيس هذا هو قائد جيش الأسود العنسي، ومن خلال
التاريخ والاستقراء كم مرة ذكرنا هذه المعلومة الاستقراء لواقع الناس والرجال مثل
ما صنع الصحابي الجليل مع المرأة اليهودية تذكرونه تكلما في حلقة من الحلقات، عندما
جاء قتل الرجل اليهودي وكان بأمر وتخطيط وترتيب بإذن الله عز وجل من المرأة
اليهودية، التي عاشت بين ظهرانيهم والصحابي استغل هذه الطريقة واستفاد من هذه
العلاقة كذلك فيروز أدرك أن قيس تاريخه المعروف يكره الأسود العنسي، فرتب مع في
ليلة من الليالي في لحظة سر وجلس معه وأدرك أنه لازال على نفس المنهج، فأخبره بخبر
طريقة اغتيال الأسود العنسي فرح أيما فرح قيس بهذه الطريقة، وقال له: ولكن كيف
السبيل كيف ستستطيع أن تدخل؟! فقال: الطريقة عن زوجة الأسود العنسي، وهي "أزاد"،
فقال: وما صلتك بها؟ قال: صلتي كذا وكذا.. فرتب الأمر على أن يصير لقاء بين "أزاد"
وبين قيس، وبين الصحابي الجليل فيروز الديلمي.
أحضر فيروز اثنان من أقاربه يلتقي
بهما، و قيس الذي هو قائد الجيش والتخطيط الداخلي في بيت الأسود العنسي، أجتمع
هؤلاء في جنح الظلام ورتبوا أمرهم إلى أن يعرفوا الخطة والطريقة المناسبة صار هناك
لقاء بين قيس وبين زوجة الأسود العنسي لمعرفة الطريقة للدخول، فكشفت لهم أنه هناك
ناحية من نواحي القصر جهة معية يمكن أن يخلع فيها بعض، يعني هناك جدار يكسر وبعض
البلاط يخلع وأنه ضعيف وأنه من خلال زيارتها للقصر وأطراف القصر تدرك أين أماكن
المشكلات أو الأماكن التي فيها ضعف في القصر الأسود العنسي، كان عنده جن يخبرونه
بالحال بالواقع الحاضر ولا يخبرونه بأمر المستقبل، لأن المستقبل أمر غيبي لا يعلمه
إلا الله، لكن كان الجن يخبرونه بواقع الحاضر، فأخبر الجن أن قيس قائد الجيش له
علاقة مع فيروز الديلمي لاغتيالك، فنادى الأسود العنسي قيس وقال له: ماذا تفكر يا
قيس؟ قال: بل جلست أنت وفلان تفكران في اغتيالي، فمباشرة فيروز المهتم والعارف
الكلام قال: أنت نبي الله ويوحى إليك، وهل يعقل أن أفكر في قتلك وأنا أؤمن بنبوتك
ورسالتك؟! يعني تاريخي طول معاك وأنت تعرف هذا الكلام هل يعقل أن أفكر في اغتيالك؟!
أنت رجل وحي إليك، فيعني هدأت نفسه ورضى وصدق الأمر، وانطلق، ذهب مباشرة "قيس" إلى
"فيروز" وقال له: أدرك الأمر، يعني الآن الحالة مختلفة.. الرجل الآن يفكر الرجل
الآن يخطط والرجل الآن يأتيه الجن بالأخبار، فماذا نريد أن نصنع؟ فجلسوا مع بعضهم
البعض ليرتبوا الطريقة.. يعيني هذا الجن سيعطي المعلومة ويعطي الخبر، ففكروا ورتبوا
أمرهم فقال: إذن لابد أن نرجع إلى زوجة الأسود العنسي نستشيرها، فاستشاروها فبينما
هي تستشيرهم إذ بالأسود العنسي يأتيه الجني فيقول له: أن هناك ترتيب ومن داخل هذا
الترتيب زوجتك، فاستغرب الأسود العنسي من الأمر ونادى زوجته، قال: ماذا بشأن فيروز
وماذا بشأن هؤلاء القوم؟ قالت فيروز يعني ابن عمي وفي نفس الوقت هو مصاهر لنا، يعني
أنا من قرابتنا أنت، وهو أيضا قريب لنا، وهو أخي من الرضاعة، فمجرد الحوار الذي كان
بيننا شيء قرابة ليس أكثر من ذلك، وأنا زوجتك وحبيبتك وأنسك لا أعرف إلا أنت، وأنت
نبي الله فمشت هذه المعلومة عليه وأعمى الله سبحانه وتعالى بصيرته.
طبعا الآن
الصحابة أدركوا أن الموضوع بدأ يخرج يعني إلى أمر أكثر منه وأن الأسماء واحد واحد
في أحد اجتماعاتهم الليلة جاء الجن مرة ثالثة إلى الأسود العنسي وأخبره أنهم يخططون
تخطيطا شديد ويمكن في هذا المكان الذي أنت فيه ستجد فيروز الديلمي، خرج من قصره
الأسود العنسي وقابل فيروز الديلمي، فالآن خلاص المرحلة واضحة ومعروفة فيا تري ما
الذي جري بين فيروز الديلمي وبين الأسود العنسي في لحظة شديدة والسيف قد سله الأسود
العنسي،