الرسول صلى الله عليه وسلم مخططا2

بسم
الله الرحمن الرحيم، ذكرنا الآن قصة الأسود العنسي، وأنه حكم أربعة أشهر فقط
"اليمن" اليمن أهل الإيمان وأهل الصلاح لكن غير معالمها تماما، وغير الأذان وصار
أشهد أن الأسود نبي الله، وفتك بالدنيا كلها وطغى على البلاد واستولى على جل ما
فيها، وبدأ كما لاحظنا تخطيط الصحابة رضي الله عنهم وصلنا إلى أن قيس الذي هو كان
قائد الجيش مع فيروز الديلمي، مع "أزاد" التي هو زوجة الأسود العنسي كانوا كلهم قد
رتبوا وهم من أهل الإيمان ضد هذا الرجل الأسود العنسي، قابل قيس وقابل فيروز أما
الأسود فقد قيس بين له مكانته وأنه يحافظ على مكانته وأنه متمسك بنبوته، وأنه لا
يمكن أن يغير الحال لأن إذا نزل عليه الوحي لأخبره بالخبر ومن جميل ما قاله قيس
للأسود العنسي: "أنت تقتلني كل يوم يعني معقول أنا أفكر في قتلك، أنت الآن العبارات
التي تقولها تقتلني يوميا، هل أتركك وأترك نبوتك وخدمتك فأرق له الأسود فتركه..
فيروز الديلمي لما قابل الأسود العنسي أتي بمائة ناقة وذبحها بكل عنجهية واحدة تلوا
الأخرى، منظر بشع وهو يقتل فيها يريد أن يخيف فيروز الديلمي، وفاهم فيروز بدأ يدب
إليه الخوف رجل يذبح الشياة أمام عينيه والأنعام بشكل يعني عنيف، فقال له الأسود:
ماذا كنت تفكر وتخطط لاغتيالي؟ قال له فيروز: هل أنا فكرت في اغتيالك؟ بدأ يستخدم
طريقة التقيا وأن يقول كلاما مغاير لما يفكر به الأسود، قال: لقد اخترتنا لمصاهرتك
يعني أنت اللي طلبت وقد وافقناك ابنة عمي، الآن أعطيناك إياها وأنت نبي الله وبيدي
أمر الدنيا والآخرة.. يعني كلام ليقنعه ويقبله فأنت بيديك أمر الدنيا والآخرة، وأمض
لما تأمر أأمر اللي تبغاه اللي تطلبه نحن معك.
فهنا هدأت نفس الأسود العنسي،
واستقر وضعه طبعا الأحوال بسرعة سريعة هذا الجن جاعد يخبر الأخبار يوحي بالمعلومات،
وربما مرة من المرات تصرف تصرف خاطئ وهذا رجل لا يؤمن، يعني الآن جمع الأسود
الفيروز لوحده جمع قيس لوحده الآن ربما يعني يلاحظ أمر معين في الليلة الختامية،
قال قيس: لفيروز علينا أن ندرك الأمر بسرعة، فالجن يخبره وبدأ يرتب بقية الجنود
فممكن تصير حالة اغتيال ضدنا، قال ما الأمر؟ قال مباشرة: نذهب إلى أزاد لنتحدث معها
في لقاء خاص ذهب معه مباشر فيروز الديلمي، رتب معها في لقاء في غرفة خاصة فلاحظهم
الأسود، قال: ماذا تصنعون؟ فقالت "أزاد" إنه يعني بن عمي وهو صهري وقريبي، وقد أتي
للزيارة يسلم على ياخد أخباري لطالما أنك نبي وبينك وبين بينه علاقة جيدة أنا أسلم
عليه فانطلي الأمر عليه، وخرج فيروز احكم الأبواب ورتبوا الخطة أن المكان الذي
تأتون إليه في مكان مظلم مهجور لا يعرف به أحد و هي تعرفه وأن هناك منطقة معينة
يمكن أن يكسر فيها الجدار ويدخل، لأن منطقة يعني رخوة ومنطقة هشة وقالت: سأرتب
الليل معه رتبت الليل معه عشته وأعطته الخمر ليشربها ويدوخ، لما جاء أخر الليل داخ
الأسود ودخل إلى غرفته ونام حين إذا علم فيروز الديلمي في لحظة معينة في الليل بأنه
لابد أن يدخل في تلك اللحظات تكون خلاص يعني قد هيأت الطعام ورتبت الأمور، وشرب
الخمر كسر الجدار فيروز الديلمي، واثنان من أخوانه وبصحبة قيس قائد الجند، فصعدوا
درجا درجا حتى صعدوا إلى المكان الذي تستقبله فيه فيروز، قابلوا "أزاد" وفيروز هناك
والاثنان أو الثلاثة من الصحابة موجودين معهم، وقالوا: أين يوجد الأسود؟ قالت: هو
موجود هناك، ولكن أريد أن تبادروا بقتله بطريقة لا يحس به احد، قالوا: الأمر لنا
دخل فيروز الديلمي على الأسود العنسي وثلاثة من أخونه خلفه فلما رءاه بدأ بقتله
بسرعة؛؛ لأن الوقت يعني سريع جدا فبدأ يرتفع الصوت منه فأخذه قماش وزوجته "أزاد"
تقول: خذوا الغطاء اللحاف، يعني غطوا فمه، لأن صوته عالي جدا اخذوا قطعة القماش
ووضعوها على فمه وصوته عالي جدا يخور، "خوووو" بهذه الطريقة الصوت عالي جدا، فحس من
في القصر أن هناك شيء، فماذا تصنع؟ قالوا ماذا نفعل فالذكية مباشرة أزاد قالت: خلوا
الأمر على كملوا عليه فخرجت و أغلقت الباب فطلع الجند إن صوت الأسود في كذا وكذا،
قالت: لا أتركوه هو الآن يوحي إليه مو نبي خلو تتنزل عليه الوحي، أتركوه خلوه ياخد
راحته، فيصاب بشيء معين فهدأت وخرجوا فقالت: ما فعلتم قالوا: لازال يخور فلازال
الثلاثة به من كل جهة وسبحان الله شيء عجيب جدا، يعني يقتل يفترض من ضربة واحدة
قوية لكن عدة ضربات ولم يقتل بعد، فخشيت زوجته قالت: أحرصوا ألا يأتي أحد وبدأ يطلع
الصوت أقوى مما توقعوا، فالجند شكوا في الموضوع، فلما أحسوا بحركة الدرج مباشرة قام
أحدهم فحز رأسه حزا شديدا جدا، وقام الثلاثة فوق صدره لينزعوا رأسه لشدته وغلظته،
فحملوه وصعدوا إلى الدور الأعلى بينما هم في هذا الحال مباشرة طلعوا إلى الدور
الأعلى، الجند بدءوا يصعدون، ما هي الإشارة إلى المسلمين في خارج السور؟ الإشارة هي
الأذان، فقام أحدهم فأذن ورفع صوته ووصل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالجنود سمعوا أذان غريب وفي أعلى السقف، فخرجوا
ليسمعوا الصوت أين الصوت؟ خرجوا من الناحية الأخرى وإذا بأحدهم واقف وحوله ثلاثة
أشهد أن محمد رسول الله، وأين الأسود فكل بدأ يسأل هذا السؤال، فأخذوا رأسه ورموا
بها فدحرجوها أمامهم، حين إذا أدركوا أن الأسود العنسي قد أنتهى سمع الصحابة
التكبير الله أكبر الله أكبر هم خارج السور فجاءوا كلهم وأقتحموا السور، فدخلوا
فأدركوا أن الأسود العنسي قد قتل، و أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم قد نفذوا
الخطة العسكرية بكل قوة، وأنهم نجحوا في

إيصال رسالة الله أكبر في أرض
اليمن، وصل الخبر إلى الصحابة في حضر موت وفي غيرها وتجمعوا رضي الله عنهم وأرضاهم،
وبدأت رسالة الإسلام من جديد النبي عليه الصلاة والسلام كان يذكر الله قبل صلاة
الفجر فأدركه الأمر عرف الحال، خرج على الصحابة الكرام وقال: فاز فيروز، فاز فيروز،
رضي الله عنه وأرضاه، فقالوا: ما الأمر يا رسول الله؟! قال: لقد نجحت عمليته
العسكرية ونجحت بطولته مع بقية الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وعاش
بعده رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتين فقط ثم مات بعدها عليه الصلاة
والسلام.
يعني هذه البطولة وهذا الموقف الجميل الرائع من الصحابة في أرض اليمن
كان قبيل وفاته عليه الصلاة والسلام بيومين فقط، في اليوم الثالث توفى عليه الصلاة
والسلام هذه بشارة لفيروز أنه نال البشارة ونال الفوز رضي الله عنه وأرضاه، وهذا
أيضا موقف جميل لأهل اليمن، أن كان تاريخنا الإسلامي مرتبط بأهل اليمن وتاريخ نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم كان مرتبطا بأهل اليمن وفرحة النبي عليه الصلاة والسلام
كانت فرحة لأهل اليمن، لأن رسالة الإسلام انتشرت هناك الإيمان يماني كما قال عليه
الصلاة والسلام: الإيمان في أهل اليمن، وفيهم الرقة وفيهم الحنان وفيهم العطف، ومن
أرض اليمن البطولة ومن أرض اليمن الدعوة ومن أرض اليمن نشر رسالة الإسلام صلى الله
على نبينا محمد ورضي الله على صحابته الكرام الذين نشروا رسالة الإسلام في كل مكان،
نستمع الآن إلى أخينا عبد الهادي ثم إن شاء الله نسمع إلى الأخ إدريس تفضل عبد
الهادي.
عبد الهادي : الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى، وعلي
آله ومن أقتفى أما بعد.. أستفيد كثيرا من هذه الحلقة تحت العنوان "الرسول
مخططا":
النقطة الأولى: أن نخطط كل أمر في حياتنا أما في الدرس في الامتحان وفي
كل أمر في حياتنا الحق بلا نظام سيغلبه الباطل بنظام.
النقطة الثانية: نحن جميعا
قد شاهدنا ما حدث في لبنان حزب الله، الحمد لله قد فاز على إسرائيل لعنة الله عليه،
هذا كله بالتخطيط مستحيل أو لا يمكن حزب الله هم قليل وأسلحة عندهم قليل أيضا لا
يمكن أن يفوز على إسرائيليين بدون التخطيط، هذا أهمية التخطيط في حياتنا هذا ممكن
شكرا.
الشيخ : الله يكرمك شكرا أتفضل أخ إدريس .
إدريس : إن الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله، إن هذه الحلقة من حلقات النبي صلى الله عليه وسلم،
لقد استفدنا من الحلقات مستفادا كثيرا ومنها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في
معاملة الزوجية، وفي معاملة مع أصحاب النبي، وأيضا في كيف كان مخطط في الجهاد في
نعني من كل النواحي، وأيضا يعني التخطيط هي تصير الفلاح والنجاح كما استمعنا من
فضيلة الدكتور وجزآكم الله خير.
الشيخ : أحسن الله إليكم، إذا نحن مع الرسول
صلى الله عليه وسلم "مخططا" كيف أنه عليه الصلاة والسلام أرسل الرسائل وبين للناس
مكانته عليه الصلاة والسلام، وكيف أنه أرسل هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم
رسالة تعليم ورسالة توجيه والصحابة بأنفسهم عرفوا أن المكان المناسب الذي يجلسون
فيه، أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم وأرضاهم اختاروا مكان مناسب، هذا
نوع من أنواع التخطيط ونوع من أنواع الترتيب وكيف استغلت العلاقات وتمت الاستفادة
منها ما بين "فيروز الديلمي" ما بين أخوانه ما بين قائد الجيش القراءة التاريخية
الاستفادة منها للترتيب ووضع مقاومة هذا الرجل الكافر المعاند الذي أذى الإسلام
والمسلمين النبي عليه الصلاة والسلام، علمهم منهج في الحياة وكذلك رأينا كيف أنه
كان عليه الصلاة والسلام يستقبل هؤلاء الصحابة وهو في المسجد، مرة أخرى الجانب
العبادي جانب صلاح النفوس جانب تقوي الله سبحانه وتعالى هذه الأمور كلها تتكامل في
شخصية المسلم تتكامل في تربيته التخطيط ليس بعيدا أبدا عن منهج الإسلام في (العبادة
في صلاح النفس في التوكل على الله، في الاعتماد عليه) هذا منهج أصيل من مناهجه صلى
الله عليه وسلم، نحن للأسف اليوم يخططون لنا ولا نخطط لأنفسنا هم يرتبون لنا
المواقع هم يرتبون لنا الأماكن التي نفعلها أو لا نفعلها بل هم يخططون لنا أن ندرس
عندهم ويعلمونا المناهج التي يريدون ثم نعود نحن إلى دارنا عينا أن نحيي منهج
التخطيط والترتيب في الحياة وأن نحرك عقولنا وأن نستفيد من العلاقات، كما فعل
الصحابة رضوان الله عنهم وأن نقرأ التاريخ ونعرف واقع الجغرافيا حتى نتمكن في نشر
رسالة الإسلام، ليس هي قضية مجرد كلمات لا القضية عبارة عن معرفة وفهم وواقع لتخطيط
النبي عليه الصلاة والسلام وفرحه بتخطيط الصحابة الكرام.
ونحن كذلك يا أمة
الإسلام نفرح بكل خطة ناجحة، ومشروع يؤدي إلى نهضة الإسلام والمسلمين مع العودة
الصادقة إلى الله تبارك وتعالى، والاعتماد عليه وسؤاله دائما وأبدا أن ينصر الإسلام
والمسلمين وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه وأعز الله دينه ونصر المسلمين، ورفع
كلمتهم في أعلي عليين، إنه على كل شيء قدير.
أستودعكم الله .. و
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .