اسم الله "القدوس"

:(

اسم الله "القدوس"

:P

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.. اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهن إلى أنوار المعرفة والعلم, ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة الكرام مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى والاسم اليوم القدوس وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في موضعين في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} وقد ورد في موضع آخر في قوله تعالى: { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
أما في السنة الصحيحة ففي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه, وسجوده" سبوح قدوس رب الملائكة والروح" وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم إذا هب من الليل يقول: "سبحان الملك القدوس".
إذن هذا الاسم دخل في أذكار النبي صلى الله عليه وسلم ما هو التقديس؟ التقديس التطهير سميت الجنة بحظيرة القدس؛ لأنها مطهرة من كل عيوب الدنيا ما في كبر, ولا في ضعف بصر, ولا في شيب, ولا في انحناء ظهر, ولا في ابن عاق, ولا في زوجة سيئة, ولا في دخل قليل, ولا في فقر, ولا في مرض سميت الجنة بحظيرة القدس؛ لأنها مطهرة من كل عيوب الدنيا.. وجبريل سماه الله في القرآن الكريم الروح القدس، قال تعالى:{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ} لأنه مطهر من كل عيوب التبليغ لا ينسى, ولا يغير, ولا يضيف, ولا يحذف, ولا يبالغ؛ لأنه مطهر من كل عيوب التبليغ.. لذلك المؤمن الموصول بالله عز وجل يتصف بالعدالة والضبط.. العدالة صفة نفسية والضبط صفة عقلية، يقول عليه الصلاة والسلام "من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته" المعنى المعاكس إذا عاملهم فظلمهم, وحدثهم فكذبهم, ووعدهم فأخلفهم، دققوا سقطت عدالته سقطت عدالته.. لكن بعض العلماء أشار إلى أن هناك حالات كثيرة العدالة لا تسقط.. لكنها تجرح تطفيف بتمرة يجرح العدالة.. يعني الوزن لم يأتي تماما.. قال عليه الصلاة والسلام "إذا وزنتم فأرجحوا، الوزن" أكل بتمرة واحدة جرحت العدالة أكل لقمة من حرام لا تنوي أن تشتري ذقت هذه الفاكهة الشهية.. أكلت حبة منها وادعيت أن السعر مرتفع, ومشيت.. أكلت لقمة من حرام هذه تجرح العدالة.. من مشى حافيا تجرح عدالته.. من بال في الطريق تجرح عدالته.. من أكل في الطريق تجرح عدالته.. من علا صياحه في البيت حتى سمعه من في الطريق تجرح عدالته.. من تنزه في الطرقات ليمتع عينيه بالغاديات, والرائحات تجرح عدالته.. من صحب الأراذل تجرح عدالته.. من قاد برزونا حيوان مخيف أخاف به الأطفال تجرح عدالته.. من أطلق لفرسه العنان السرعة الزائدة تجرح العدالة.. من كان حديثه عن النساء هذه طويلة هذه بيضاء الحديث عن النساء يجرح العدالة.. أرأيت إلى دقة هذا الدين العظيم هناك أشياء ظلم, والكذب, وإخلاف الوعد يسقط العدالة.. بينما أكل لقمة من حرام تطفيف بتمرة تجرح العدالة.. فالمؤمن متصف بالعدالة ، ويتصف بالضبط {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} يتمتع المؤمن بالضبط وبالعدالة معا، أيها الإخوة الكرام القداسة هي الطهارة, والبركة الطهارة والبركة.. والبركة الخير الكثير قدس الرجل ربه قال: إذا عظمه وكبره, وطهر نفسه بتوحيده, وعبادته قال تعالى: يصف الملائكة في حالهم مع الله { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } الكلام دقيق أي نطهر أنفسنا من كل العيوب حتى نقبل عليك يا ربنا الآن دخلنا في موضوع دقيق الأقوياء في الدنيا أي إنسان أعلن لهم الولاء يقبلونه, ولا ينتبهون إلى سلوكه أي إنسان رفع صورتهم يقبلونه أي إنسان أرسل لهم برقيات يقبلونه.
لكن الواحد الديان إن لم تكن مستقيما إن لم تكن طاهرا إن لم تكن رحيما إن لم تكن منصفا إن لم تكن متواضعا لا يقبلك الولاء للأقوياء شيء والولاء لله عز وجل شيء آخر؛ لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيب، مع غير الله القضية سهلة جدا، أي سلوك يؤكد ولاءك له أنت مقبول عنده، لكن القضية مع الله شيء آخر لا يقبلك, ولا يتجلى على قلبك, ولا يلقي في قلبك السكينة, ولا يشعرك أنه يحبك إلا إذا كنت طاهرا من الكذب.. من الغش.. من الاحتيال.. من الكبر وأؤكد لكم أن صفة العنصرية الآن صفة شائعة بين الناس.. يعني هناك توهم أن ترى لنفسك ما ليس لغيرك هذا موقف عنصري يمنعك من أن تكون قريبا من الله؛ لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا، وإذا توهمت أيضا أن على غيرك ما ليس عليك، من هنا أحد من ألف كتابا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهداه في الصفحة الأولى فقال يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ.. يا من قدست الوجود كله وراعيت قضية الإنسان.. يا من ذكيت سيادة العقل ونحيت غريزة القضية.. يا من هيأك تفوقك لتكون واحدا فوق الجميع فعشت واحدا بين الجميع.. يا من كانت الرحمة مهجتك والعدل شريعتك والحب فطرتك والسمو حرفتك ومشكلات الناس عبادتك.
أيها الإخوة القداسة الطهر والله عز وجل لا يقبلك إلا إذا كنت طاهرا من الذنوب ومن العيوب معا، نقدس لك نطهر أنفسنا كي تسمح لنا أن نتصل بك، أيها الإخوة لكن لو تعمقنا قليلا التقديس هو التوحيد التقديس هو التوحيد وما تعلمت العليل أفضل من التوحيد، التوحيد أن تفرده بالعبادة أردف النبي خلفه سيدنا معاذ قال: له يا معاذ ما حق الله على عباده، قال أن يعبدوه بعد حين أجابه النبي قال أن يعبدون وألا يشركوا به شيئا، الموطن الدقيق في الحديث القسم الثاني قال يا معاذ، ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ، قال ألا يعذبهم" أنشأ الله لك حقا عليك.. أنشأ الله لك حقا عليه، لذلك الإمام الشافعي رحمه الله تعالى استنبط من الآية الكريمة كيف أن الله رد على هؤلاء الذين قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} رد الله عليهم فقال: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} استنبط الإمام الشافعي أن الله عز وجل لو قبل دعواهم أنهم أحبابه ما عذبهم؛ لأنه يعذبهم لم يقبل دعواهم إذا قال المسلمون نحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. إذا قالوا خير أمة أخرجت للناس الرد الإلهي جاهز: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} لأنه يعذبنا بذنوبنا لم يقبل دعوانا، من هنا أيها الإخوة يقول الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية واضحة جدا في حياة النبي هم في بحبوحة حياتهم.. لكن ما معنى الآية بعد وفاته، قال علماء التفسير ما كان الله ليعذبهم إذا كانت سنتك مطبقة في حياتك، في بيوتهم في أعمالهم في أطراحهم في أفراحهم في حلهم في ترحالهم ، في سلمهم في حربهم، مادامت سنتك مطبقة في حياتهم هم في مأمن من عذاب الله {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وإذا استغفروا هم في بحبوحة أيضا، فنحن إذن في بحبوحتين.. بل في أمنين من الله عز وجل..
الأمن الأول أن نطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
والأمن الثاني أن نستغفر فإذا ما طبقنا سنته ولم نستغفر إذن نحن معرضون بعذاب لا يعلمه إلا الله إذن التقديس والتوحيد.. التوحيد أن تفرده بالعبادة, وأن تفرده بذاته, وبصفاته, وبأفعاله أي ليس كمثله شيء، أي هو أحد هذه أحديته أن تفرده بالعبادة, وأن تفرده بذاته, وبصفاته, وبأفعاله بمعنى قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} هذا معنى الأحادية فالتقديس هو التوحيد وما تعلمت العبيد أفضل من

التوحيد، والتقديس أيضا إفراده بالوحدانية.. الوحدانية.. وبالأحادية شيء آخر بالوحدانية أي لا شريك له، لا شريك له.. {لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} لا شريك له هو واحد لا مثيل له.. هو أحد فالله عز وجل واحد أحد فرد صمد {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} أيها الإخوة التقديس نفي وإثبات يجب أن تنفي عنه كل ما لا يليق به، لكن النفي يجب أن يكون مجملا يعني مستحيل أن تمدح ملكا, وتقول هو لا يكذب, ولا يرتكب فاحشة وليس لئيما, وليس بخيلا.. التفصيل في النفي لا يليق بذات الله عز وجل هو منزه عن العلو أنا التفصيل في الإثبات وارد هو رحمن رحيم، غفور رحيم ، واحد أحد، فرد صمد، كبير متعال، عدل يجب أن تفصل فإثبات الكمال له, ويجب أن تجمل في العيوب عنه، هذا من التقديس { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}.
أيها الإخوة يعني كل واحد منا ينظف مركبته؛ لأن هذه المركبة يراها الناس، ينظف بيته إذا جاء الضيف البيت نظيف الآن بيعطره ، ينظف جسمه ينظف ثيابه.. ثيابك, وبيتك ومحلك التجاري, ومركبتك هي منظر الخلق.. الناس ينظرون إليك, وإلى ثيابك, وإلى بيتك, وإلى طلاء البيت, وإلى أثاث البيت, وإلى مركبتك.. فالإنسان يطهر منظر الخلق، ورد في بعض الآثار القدسية أن "يا عبدي طهرت منظر الخلق سنين أفلا طهرت منظري ساعة" ما هو منظر الله عز وجل هو قلبك "إن الله لا ينظر إلى صورك, ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" لذلك {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} والقلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله, ولا يصدق خبرا يتناقض مع وحي الله, ولا يعبد غير الله, ولا يحتكم إلا لله، يا ما الإنسان بذكائه القضية ما تنحل عند المشايخ ، تحل في القضاء يقال إحنا بلد في قانون وفي قضاء؛ لأنه عند رجال الدين مالا حل بالحاسة السادسة تكتشف أن القضية ما تنحل بالقانون معه عقد إيجار, وما له حق عند المستأجر يجري عند المشايخ تيجي هذا ما له حق لهذا هو جالس في البيت صلاته لا تجوز ، لماذا في موضوع معين احتكمت إلى القضاء وفي موضوع آخر احتكمت إلى العلماء؟ أنت مع مصلحتك ولست مع الحق، أحيانا امرأة محجبة في بلد غربي إذا نشب خلاف بينها, وبين زوجها ترفع الأمر لا إلى القاضي المسلم في المركز الإسلامي؛ لأنها إذا رفعت قضيتها له يحكم لها بالمهر فقط.. أما إذا رفعت قضيتها لقاض غربي يحكم لها بنصف أملاك زوجها، فهذا الحجاب لا يتناسب مع الاحتكام بغير الله {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} القلب السليم الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ، ولا يصدق خبرا يتناقض مع وحي الله ولا يعبد غير الله ولا يحتكم إلا لشرع الله.
أيها الإخوة الآن في معنى آخر القدوس هو المطهر عن كل صفات الكمال البشري أحيان يتوهم الإنسان أن الله كالأب ، هو منزه عن ذلك، كالقاضي العادل هو منزه عن ذلك ، الإنسان بحسب ثقافته بحسب علاقاته ، بيتصور العدل بقاضي, والرحمة بأب.. فإذا أراد أن ينزه الله عز وجل, وأن يقدسه ينسب له صفات الكمال البشري فقال العلماء الله عز وجل قدوس أن منزه عن صفات الكمال البشرية لذلك قالوا كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك، هو مطهر عن صفات الكمال البشرية.. يعني كلمة منتقم بالإنسان لا ترتاح لها.. لكن المنتقم من أسماء الله الحسنى يوقف الجبارين عند حدهم يريح الناس منهم إذا مات العبد الفاجر استراحت منه العباد, والبلاد, والشجر, والدواب منتقم الله عز وجل في طغاة ما في حل لإنهاء طغيان إلا بالموت.. وسبحان من قهر عباده بالموت.. فالمنتقم بحق الإنسان قد لا ترتاح بهذه الصفة أما بحق الواحد الديان الرحمة كلها في انتقام الله عز وجل.. لذلك قالوا لا يعرف الله إلا الله حتى الأنبياء حتى سيد الأنبياء والمرسلين معرفتهم بالله ليست مطلقة نسبية أعرف الخلق بالله رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لكن الله لا يعرفه إلا الله، يعني من أروع ما قرأت عن تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} أن النبي صلى الله عليه وسلم كلما أقبل على الله رأى رؤيا جديدة فاستحيى من رؤيته السابقة يعني إذا إنسان مليء ماليا أنت تعالمت معه مائة مليون ثم اكتشفت معه ألف مليون مثلا أنت كنت قيمته على مائة مليون فوجئت أنه يملك مبلغ كبير جدا، هذا معنى قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} كل ما أقبل النبي على الله كشف عن جانب عن كمالاته لم يكن يعرفها من قبل ، لذلك من أدق معاني الله أكبر، أكبر مما عرفت، طبعا أكبر من كل شيء بديهي لكن من أرقى معاني هذه الكلمة الله أكبر مما عرفت كلما تعمقت في معرفة الله يجب أن تقول الله أكبر.. لكن في تعليق لطيف إذا كان الله عز وجل منزها عن صفات الكمال البشرية فلا أن يكون منزها عن عيوب البشر من باب أولى {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} يعني واحد أراد أن يذاكر عالما هو عالم، قال له ألا تشتاق إلى الله؟ قال: له لا أشتاق له، قال له كيف؟ قال: متى غاب عني حتى أشتاق إليه.. أيها الإخوة النقطة الدقيقة أن أصل الدين معرفة الله، أصل الدين معرفة الله إن عرفته تفانيت في طاعته، أما إذا عرفت أمره ولم تعرفت تفننت في التفلت من الأمر والحمد لله رب العالمين.
:D